تهنئة الرئيس إلهام علييف الشعب الأذربيجاني بمناسبة يوم تضامن أذربيجانيي العالم وعيد رأس السنة

  01 يناير 2018    قرأ 1007
تهنئة الرئيس إلهام علييف الشعب الأذربيجاني بمناسبة يوم تضامن أذربيجانيي العالم وعيد رأس السنة
وجه رئيس أذربيجان إلهام علييف نداء إلى أبناء الشعب الأذربيجاني يهنئهم فيه بمناسبة يوم تضامن أذربيجانيي العالم وعيد رأس السنة.
وجاء في نداء الرئيس إلهام علييف ما يلي:
مواطنينا الأعزاء،
ينتهي عام 2017م وقد نفذت جميع المهام الموضوعة نصب أعيننا مطلع العام وتم تعزيز الاستقرار في أذربيجان. ومصدر الاستقرار هو وحدة الشعب مع السلطة. وآخر التطورات المقلقة الجارية في العالم والاصطدامات الدموية والحروب والصراعات تدل على أن التنمية والتطور لا يمكن حدوثه في مكان يغيب عنه الاستقرار. وعاش الشعب الأذربيجاني في أجواء مستقرة خلال عام 2017م.
وشهدت علاقاتنا الدولية توسعا كثيرا خلال العام المنتهي بما يزداد عدد البلدان التي ترغب في التعاون معنا. وتثبت أذربيجان نفسَها في العالم كشريك شريف وموثوق به. وارتفعت علاقاتنا مع البلاد المجاورة إلى درجة اعلى. وهذه العلاقات بالغة الأهمية لكل بلد. وعلاقاتنا الودية المبنية على الاحترام المتبادل مع جيراننا جميعا تؤثر إيجابيا على الاستقرار الإقليمي.
وشاركت أذربيجان في هذا العام عن كثب في فعاليات منظمة التعاون الإسلامي وساهمت مساهمة كبيرة في تطوير التضامن الإسلامي وتعزيزه. كما تعرفون، ان عام 2017م اعلن في أذربيجان عام التضامن الإسلامي وخلال هذا العام عقدت اجتماعات وفعاليات مهمة جدا داخل البلد وخارجه. وفي الوقت ذاته، ارتقت علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي إلى مرتبة جديدة مع انطلاق مباحثات على اتفاقية جديدة. كما تعرفون أن أذربيجان أعلن فيها عام 2016م الماضي عام التعددية الثقافية وتؤدي أذربيجان دورها القيم والمهم في تطوير الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات واعتقد أنه تحول في هذا المجال إلى مركز من المراكز العالمية المهمة في هذا المجال.
وقمتُ هذا العام بزيارة أكثر من 20 بلدا ودافعتُ خلال هذه الزيارات الخارجية عن مصالح أذربيجان الوطنية. ويسعني القول إن علاقاتنا مع شركائنا الخارجية تدل للمرة التالية على أن أذربيجان لها سمعة وهيبة إيجابية للغاية على الصعيد الدولي.
والمهمة الرئيسية لسياستنا الخارجية هي التوصل الى حل عادل لصراع قراباغ الجبلي القائم بين أرمينيا وأذربيجان. وعلى الرغم من غياب أية نتيجة، اعتقد أن مواقفنا ازدادت تعززا خلال 2017م. ويجب الذكر أولا أن ما يسمى بالاستفتاء العام المنظم من جانب النظام الانفصالي لم يلق بقبول عن جانب المجتمع الدولي. وما اعترفت به البلدان المجاورة ولا الاتحاد الأوروبي ولا أي بلد آخر وبالتالي فقد أعلمت للمرة التالية بان المجتمع الدولي بأسره يعترف بقراباغ الجبلي جزءً لا يتجزأ من أذربيجان. وهذا طبيعي للغاية. لأن قراباغ الجبلي هي أرضنا التاريخية القديمة. وعاش الشعب الأذربيجاني على هذه الأرض ونشأ فيها. غير أن آثارنا التاريخية والدينية مدمرة حاليا من جانب جارنا اللعين والبغيض وما برحت هذه الأرض تحت الاحتلال منذ الفترة الطويلة.
واعتقد أن المسألة الرئيسية الثانية هي انضمام أرمينيا إلى المباحثات دون قيد وشرط وهي كانت تقدم شروطا فيما قبل. لم تقبل أذربيجان أي شرط مقدم من قبل أرمينيا بعد خسارتها في أبريل الماضي فاستؤنفت المباحثات دون قيد وشرط. وآمل أننا نتوصل الى حل هذه القضية، بالتأكيد فإن موقفنا في المباحثات تزيده إمكاناتنا الاقتصادية والحربية القوية. وبعد خسائر أبريل لم تستطع أرمينيا حتى الآن أن تعود الى نفسها. أعتقد ان هذه الهزيمة درس تلقنته. لان ذلك يظهر أمام العالم بأسره أن الشعب الأذربيجاني لن يسكت امام الاحتلال على الإطلاق.
وإثر انتصار أبريل يرفرف علم أذربيجان على الأراضي التي كانت محتلة قبل ذلك في محافظتي جبرائيل وفضولي ومنطقة اغدره وسيرفرف علم أذربيجان قريبا على جميع الأراضي التي تئن حاليا تحت وطأة الاحتلال بما فيها شوشا. وهذا القول يعتمد على إرادة الشعب الأذربيجاني القاطع وسياسة القيادة الأذربيجانية.
شهد هذا العام انتعاش الحياة في قرية جوجوق مرجانلي بعد زمن طويل مضى. وتنمية جوجوق مرجانلي مؤشرة على روحنا المتينة. وكان سكان تلك القصبة مقيمين في أماكن أخرى. لكنهم عادوا إلى مسقط رؤوسهم بعد أن أنشأت دولة أذربيجان قصبة فيها. إعادة بناء جوجوق مرجانلي مصدر اعتزازنا. وهناك اليوم قصبة تضم 150 بيت بجانب مدرسة متوسطة ثانوية ومركز العيادة الطبية وروضة الأطفال ومسجد أنشئ على غرار مسجد شوشا الذي دمر من جانب الجيران الهمجيين في مدينة شوشا المحتلة.
ويجب الذكر أن عمل معالجة مشاكل اللاجئين والمشرَّدين والنازحين قسرا شهد هذا العام حدثا تاريخيا ومهما جدا وهو تشغيل مدينة صغيرة مبنية لإسكان 1170 عائلة لاجئة بقصبة شيخ ارخ التي كانت محتلة من قبلُ وهذا الحدث المهم يدل من جهة على أن معالجة مشاكل اللاجئين محط الاهتمام الدائم وأن أذربيجان تنشئ حياة جديدة على الأراضي المحررة بإنشاء مبان جديدة سكنية ومرافق عامة من جهة أخرى لعودة اللاجئين إليها.
وكانت قدراتنا الحربية محطة الاهتمام هذا العام أيضا. وقد عالجنا كل ما يحتاج إليه جيشنا بالكامل. وتشير جميع التصانيف الدولية اليوم إلى أن جيش أذربيجان في صفوف الجيوش المقتدرة ليس في المنطقة فقط ولكن على نطاق العالم أيضا. ويعرف العدو هذا وعليه أن يعلم ذلك. وستتخذ تدابير وإجراءات ضرورية كلها فيما بعد أيضا من اجل بناء الجيش القادر وشراء المعدات الحديثة والأسلحة العصرية وسنواصل هذا العمل.
البتة، نحتاج إلى اقتصاد قوي لتنفيذ جميع المهام الموضوعة نصب أعيننا وقد عملنا عملا فاعلا جادا في هذا الاتجاه أيضا خلال العام المنصرم. ويتذكر التاريخ عام 2017م كعام للإصلاحات الاقتصادية التي تخلف نتائج عميقة وجذرية ومثمرة. وعلى الرغم من أن أسعار النفط تنخفض وكذلك يتراجع استخراج النفط في أذربيجان فقد تمكنت أذربيجان من الخروج خروجا مشرفا من الأوضاع الصعبة نتيجة الإصلاحات المنفذة. وهذا تذكره المنظمات الدولية النافذة أيضا. وحسب حسابات منتدى دافوس الاقتصادي تحتل أذربيجان المركز الـ 35 في تصنيف القدرة التنافسية لاقتصاديات البلدان. وهذا يدل بالدرجة الأولى على أن الإصلاحات المنفذة في البلد تثمر نتائج جيدة.
ونما القطاع غير النفطي من الاقتصاد هذا العام أكثر من 2 في المائة والصناعة غير النفطية من الاقتصاد أكثر من 3 في المائة والزراعة أكثر من 4 في المائة. واعتقد أن هذا نتيجة جيدة في ظل الظروف الحالية. وإني على يقين من أن هذه الأرقام ستكون أكبر في 2018م. وفي الوقت ذاته، نستفيد من احتياطاتنا من العملات الأجنبية استفادة مفيدة جدا وعلى الرغم من تراجع أسعار النفط تمكننا من زيادة احتياطيات النقد الأجنبي وزيادة كبيرة للغاية حيث ارتفعت الاحتياطيات أكثر من 4.5 مليارات دولار. وهذا هو الآخر من احتياطاتنا الاستراتيجية وعامل من العوامل التي تمنح الاستقلال لنا سياسيا وتعززه على حد سواء.
وتطورت أقاليم أذربيجان هذا العام تطورا سريعا. وقد زرت هذا العام أكثر من 30 محافظة وتجري في كل مكان أعمال البناء والإعمار التي تسر الناس.
وشهد هذا العام كذلك وقوع الأحداث التاريخية في القطاع النفطي والغازي أيضا. وعولجت قضية تمديد فترة استغلال كتلة حقول اذري – جيراق – جونشلي حيث يكون هذا الاتفاق ساري المفعول إلى عام 2050م ليعود إلى البلد مليارات دولار من الأرباح. ومجرد الجوائز المقدمة إلى أذربيجان تزيد عن 3 مليارات دولار. وتنفيذ مشروع ممر الجنوب للغاز يمكن القول بانه تخطى المرحلة النهائية. ومن المتوقع تدشين مشروع تاناب في 2018م. وهو حدث تاريخي أيضا. ويتحول أذربيجان إلى شريك بالغ الأهمية في ضمان امن طاقة أوروبا.
كما وجد مشروع تاريخي آخر حلا له بعقد حفل تدشين طريق سكة حديد باكو – تبيليسي – قارص في باكو. ومشروع طريق سكة الحديد هذا يربط بين القارتين حيث انه يأتي أقصر طريق بين آسيا وأوروبا وطريقا أوثق به. وسيعود إلى أذربيجان بأرباح مستمرة خلال عشرات من السنوات بعد ذلك اقتصاديا وسياسيا. وتتحول أذربيجان إلى بلد ترانزيت مهم. وإذا أخذنا بعين الاعتبار ممر النقل الشمال الجنوب أيضا فنجد أن أذربيجان تتحول إلى مركز نقل استراتيجي على الصعيد الدولي وذلك على الرغم من عدم خروج أذربيجان إلى البحار المفتوحة.
وأسرَّنا رياضيونا بانتصاراتهم ومراكز أولى حصلوا عليها خلال العام أيضا. وصعدوا إلى المراكز الأولى خلال النسخة الرابعة من دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي استضافتها باكو بالمستوى العالي ولان احتلال المراكز الأولى في جميع العالم الإسلامي إنجازات تاريخية كبرى دون شك. وإذا تذكرنا الألعاب الأوروبية الأولى 2015م وجدنا أن أذربيجان كانت في المركز الثاني فيها. أعني أن هذا يدل مرة أخرى على أن أذربيجان دولة رائدة في مجال الرياضة ايضا.
ونودي عام 2017م الحالي في أذربيجان بعام التضامن الإسلامي. وكما كانت دائما، تساهم أذربيجان مساهمة خاصة في تعزيز التضامن الإسلامي في جميع القضايا الدولية ولم يكن هذا العام استثناء أيضا.
وقصارى القول، إن عام 2017م أتى ناجحا بالنسبة للبلد وإني على يقين من أن العام المقبل سيكون ناجحا أيضا. واليوم نحتفل بيوم تضامن أذربيجانيي العالم. وانتهازا مني للفرصة، ابعث تهانيّ الحارة جميع الأذربيجانيين المقيمين بمختلف أرجاء العالم بمناسبة هذا العيد المجد.
مواطنينا المحترمين، وأهنئكم مرة أخرى من صميم القلب وأتمنى لكم موفور الصحة والسعادة والازدهار بمناسبة عيد رأس السنة ويوم تضامن أذربيجانيي العالم.
كل عام وأنتم بخير.

المصدر:أذرتاج

مواضيع: إلهام-علييف   اذربيجان  


الأخبار الأخيرة