آخر ما أعلنته غرفة تجارة الرياض عن عرض 11,751 وظيفة للشباب وقد تقدم لها 1760 شاباً، ولا نعرف هل استمروا بالعمل أم لا. غرفة جدة أيضاً عرضت وظائف ولم يكن حالها أفضل من حال غرفة الرياض، واتوقع كل غرف المملكة بنفس المنهجية لن يتوظف كل الشباب طبقاً للوظائف المعروضة. لا تستعجل وتقول كم الراتب، أيضاً قابلت كثيرا من رجال الأعمال بالمملكة يعانون من «التوظيف للشباب» ولكي أوثق ما أقول، قابلت مثلاً بقطاع النقل الأستاذ فهد الشريع رئيس شركة الشريع للنقل وأيضاً الأستاذ بندر الجابري بقطاع النقل؛وهو مستثمر، وأيضاً الأستاذ عبدالرحمن العطيشان رئيس غرفة الشرقية الآن وأيضاً مستثمر بقطاع النقل، وكلهم مستثمرون بقطاع النقل، وقطاع النقل يعني 140 ألف شاحنة تجوب المملكة يومياً، يعني 140 ألف فرصة عمل على الأقل ناهيك عن الصيانة والتشغيل، المهم هنا أن المسثمرين بقطاع النقل مستعدون أن يقدموا 6 و 7 آلاف ريال راتبا شهريا، وهنا لا يشترط شهادات عليا، وهذا الراتب قد يفوق راتب الجامعي. ولكن ماذا حدث؟ لم يجدوا موظفين سعوديين يرفضون ولا يقبلون عليها رغم الراتب المجزي.
حين تطرح وظائف بسوق العمل بالقطاع الخاص ولا يقبل عليها الشباب يكون اول رد فعل للشباب «أو بعض الكتاب العاطفيين وممن لا يعرف الواقع وسوق العمل» كم الراتب؟ وأنه غير مجزٍ وساعات عمل طويلة؟ وكل هذا غير صحيح طبعاً، فيجب أن تعرف الوظيفة أولا ما هي وما هو الراتب المفترض لها «فسائق أو بائع أو نحو ذلك» كم يتوقع يكون راتبها؟ فرع الرواتب كما يتطلع لها الشباب ستعني تكلفة منتج أعلى وبالتالي رفع السعر، وأيضاً ساعات العمل النظام واضح 8 ساعات وما يزيد له مقابل. يجب أن نقر «بلا عواطف وشحذ همم الشباب والعزف عليها» أن الشباب غالباً يريد وظيفة «حكومية» لأنها وفق «رؤيته» آمنة وأقل عمل. وهذا صحيح فوزارة التخطيط تقول بدراستها ان الموظف الحكومي «يعمل ساعة واحدة» ولنقل ساعتين واليوم 8 ساعات فلماذا يريد القطاع الخاص. وهنا لا أعمم ولكن نسبة عالية جداً تبحث عن وظيفة حكومية وحصل لي حوار مع عميد كلية العلوم الإدارية بالأحساء حين عرضت بعض الوظائف أن تقدم موظفو بنوك براتب 13 و 14 ألفا ليبحث عن وظيفة ب 7 أو 8 الاف لماذا؟
ثقافة العمل لدينا لم تصل لمرحلة «الحاجة» فلا زال باحث العمل يأمل بوظيفة حكومية أولاً، وان اجبر على القطاع الخاص يريدها بأقل جهد وأعلى راتب ما استطاع، القطاع الخاص يعاني من عدم «جدية وثبات واستمرار» الموظف الوطني وهذا ما ألجأ في النهاية وزارة العمل أن تقدم مكافأه بمقدار 24 ألفا إن استمر سنتين، وكأنها تتوسل له ان يستمر بالعمل، هل أقول البطالة للشباب دون النساء «اختيارية» نعم هي كذلك لأنه يرفض فرص عمل متاحة. فلا يجب أن يتوقع الشباب أن هناك وظيفة مفصلة على مقاسه، فكل شيء يبدأ صعباً وبمرور الزمن تتفتح الأبواب والنوافذ، ولكن هي ثقافة مجتمع وكتاب للأسف بعيدون على الواقع يشجعونهم وكأنه حق مفقود. انظروا للأوروبي والأمريكي ماذا يعمل؟؟ كل شيء.. أكرر كل شيء.
مواضيع: