وكتب في منشور له عبر حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك": "آن الأوان نتحدث للمرة الثانية والثالثة وللمرة التي ليست الأخيرة عن عدم عرض الفيلم في بلده الأم!، لكي نفهم فقط هل هو نظام غلط أم هي حرب سينمات على منتجنا السينمائي، أم هي بواقي حروب سياسية أم مجرد سوء حظ إذا دخلنا عامل فيروس "كورونا" المستجد وتسريب الفيلم في شهر يونيو/ حزيران الماضي".
وسرد أبو العلا رحلة عرض الفيلم، مرورا بطرحه تجاريا لأول مرة في تونس في ديسمبر/ كانون الأول 2019 لمدة شهر ونصف، وكان مخططا له أنه يطرح قبلها بأسابيع في قاعات سينما عفراء وقاعة الصداقة، ثم طرح تجاريا في دبي في يناير/ كانون الثاني 2020 ثم تجاريا في فرنسا لمدة شهر ونص، بعدها حدث الإغلاق العام نتيجة "كورونا"، ثم عاد للعرض في سينمات سويسرا لمدة 3 أشهر و6 أشهر في القاهرة حتى الآن ولا يوم عرض في السودان.
وتابع معلقا: "كل أسبوع كنا نحاول ونتفاوض دون جدوى!، وبهذا خسرنا جزء مهم من التجربة التي حاولنا نفهم منها لأي مدى الجمهور ممكن يدخل سينما لمشاهدة فيلم سوداني؟ وكم ممكن يمون الرقم من 30 مليون سوداني؟ وأسئلة كثيرة لمستقبل الصناعة ودراسات الجدوى".
تابع موضحا أن "الفيلم نال موافقة الرقابة بالعرض كاملا بتصنيف عمري محدد من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، واذ بالمسئولين في قاعة الصداقة وهي قاعة وطنية ما زالت تحت إدارة المكون العسكري قرروا أن هذا التصريح الرقابي غير كاف، واستغربوه أخلاقيا بنظرتهم هم الشخصية ولم يستغربوا أنهم يطعنون في النظام الصحيح ببساطة ويعاندون التجربة الوليدة يعني قاعة وطنية ملك الشعب ترفض عرض الفيلم للشعب، ببساطة ومن غير تجميل".
وأردف: "ثم يبقى حل وحيد وهو سينما مول عفراء التي تديرها شركة مصرية يملكها ياسر المولد، وهنا وقعنا في حفرة من نوع آخر، تجمع بين البيروقراطية والرأسمالية وعدم القناعة بأن عرض فيلم سوداني سيكون جاذبا تجاريا لهم كقطاع خاص واستمرت المحاولات من قبل موزعو الفيلم "سودان فيلم فاكتوري" معهم وبلا جدوى، شروط وشروط ثم مناقشة تفاصيل ثم تنازلات من قبلنا ثم تحجج بجدولة سابقة ننتظرها تخلص ثم جدولة جديدة لأفلام تجارية مصرية ثم آخرها نوفمبر الماضي ووعود لعرض أسبوع فقط قبل الأوسكار وهو من الشروط للمشاركة وحدثت موافقة وتحديد تاريخ وكنا على وشك لدرجة أني حجزت تذكرة سفري ثم لا حياة لمن تنادي حتى كادت فرصة الأوسكار أن تضيع لولا تفهمهم للوضع وتعاون السينما نفسها في إصدار ورقة تفيد بأنهم جدولوا الفيلم وتعثر عرضه".
واختتم المخرج أمجد أبو العلا بيانه قائلا: "باختصار أنا لست مسامح كل من تلكأ في عدم عرض الفيلم لأهله وناسه لنتهم نحن يوميا بالتعالي على جمهورنا والاهتمام بالخارج، لست مسامح من ترك ثلثي العاملين في الفيلم من ممثلين وكرو ليشاهدوه في شاشة تلفازهم اليوم بدل العرض الخاص الموؤود، وكما كانت صناعة السينما أيام الرئيس السابق، عمر البشير، معركة، فان أزمة عروض أفلامنا وتوزيع الافلام في سينماتنا هي معركة أخرى سنقرع طبولها منذ اليوم على الجميع وبمساعدة الجميع شعب وحكومة وصحافة ورجال أعمال وصناع الافلام، فهي ليست معركة الصناع فقط لأننا لن نحارب وحدنا بعد اليوم، بل هي معركة السودانيون الذين نصبتم أنفسكم أوصياء عليهم وعلى ذائقتهم وحرمتوهم من مشاهدة "الحديث عن الأشجار"، "كشة"، "أوفسايد الخرطوم"، و"ستموت في العشرين".
ويأتي بيان أمجد أبو العلا بمناسبة عرض فيلمه "ستموت في العشرين" على منصة "نيتفلكس" الرقمية الأمريكية، وشبكة "إيه آر تي" السعودية، ومنصة "إتش بي أو" الأمريكية.
وكانت وزارة الثقافة والإعلام السودانية أعلنت في بشهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 أن فيلم "ستموت في العشرين" سيمثلها في مسابقة الأوسكار، عن فئة أفضل فيلم روائي أجنبي.
وفيلم ستموت في العشرين، مأخوذ عن مجموعة قصصية "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب السوداني حمور زياد، الفائز بجائزة نجيب محفوظ الأدبية، وهو أول فيلم روائي طويل للمخرج أمجد أبو العلا، والذي شاركه في كتابته الكاتب الإماراتي يوسف إبراهيم، ويشارك في بطولته إسلام مبارك، ومصطفى شحاتة، ومازن أحمد، وبثينة خالد، وطلال عفيفي، ومحمود السراج وبونا خالد.
الجدير بالذكر أن تصوير الفيلم بدأ في سبتمبر 2018 بولاية الجزيرة جنوب مدينة الخرطوم، وصرح مخرج الفيلم أن العمل عليه استغرق 3 سنوات. وحين بدأ التصوير تزامن ذلك مه اندلاع الثورة في السودان، فتوقف صناع الفيلم للمشاركة فيها، ثم استأنفوا العمل. وأثناء عرض الفيلم في مهرجان البندقية، لم يتمكن أبطاله من حضور العرض أو التكريم لرفض السفارة الإيطالية منحهم تأشيرات دخول البلد، على الرغم من حصولهم على دعوة رسمية مسبقة. وبررت السفارة ذلك بتأخرهم في تقديم طلب التأشيرات.
مواضيع: