بريكست: قيود جديدة على السكان في الجانبين

  31 ديسمبر 2020    قرأ 489
بريكست: قيود جديدة على السكان في الجانبين

من السياحة إلى السفر للعمل أو الدراسة، اعتاد السكان التنقل بحرية دون عوائق بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن عليهم الآن التأقلم مع وضع جديد اعتباراً من 1 يناير(كانون الثاني) المقبل، بعد انفصال بريطانيا النهائي عن الاتحاد.

وانطلاقاً من هذا التاريخ، سيعتبر البريطانيون في الاتحاد الأوروبي مواطني دولة ثالثة، ولن يستفيدوا من حرية التنقل للعمل أو الدراسة أو التقاعد على أراضي الاتحاد والدول الشريكة مثل النرويج، وأيسلندا، وسويسرا.

ومن ناحيتها، ستعامل بريطانيا مواطني الاتحاد الأوروبي مثلما تعامل معظم "غير البريطانيين"، مع اختلاف أن أصحاب أوراق الإقامة في البلاد قبل نهاية 2020 سيحتفظون بحقوقهم، وفقاً لاتفاقية الانسحاب المبرمة في نهاية 2019، والعكس صحيح للمقيمين البريطانيين في الاتحاد الأوروبي.

السياح 
لا شك أنه سيكون على السياح البريطانيين التحلي بالصبر قبل دخول الاتحاد الأوروبي، حتى وإن اتفق الطرفان على مبدأ الإعفاء المتبادل من التأشيرة، وستقتصر إقامتهم في الاتحاد الأوروبي على 90 يوماً خلال فترة 180 يوماً.

ومن جانبهم، سيتمكن الأوروبيون من دخول الأراضي البريطانية ببطاقة الهوية حتى أكتوبر(تشرين الأول) 2021، وسيتعين عليهم استخدام جواز سفر لكن يمكن أن يقيموا فيها لمدة تصل إلى 6 أشهر.

وستكون هناك استثناءات سيحتاج بعض المرافقين غير الأوروبيين لمواطن من الاتحاد الأوروبي إلى تأشيرة، وسيستمر الإيرلنديون والبريطانيون في التمتع بحرية التنقل الكاملة بموجب اتفاقية ثنائية قديمة.

رحلات العمل 
وتعد قضية التدقيق عند الحدود على رحلات العمل من بين القضايا التي لا تزال دون حل بين الأوروبيين والبريطانيين، وعند أداء مهمة عمل أو خدمة مدفوعة الأجر، قد تكون هناك حاجة إلى تأشيرة ،وأو تصريح عمل، اعتماداً على التشريعات المعمول بها في دولة الاتحاد الأوروبي المعنية.

وعلى الجانب البريطاني، يمكن معاملة الأوروبيين مثل جميع مواطني ما يسمى بالدول ذات الأفضلية، أي مطالبتهم بالحصول على تصريح للعمل ولكن ليس لحضور اجتماع أو المشاركة في التدريب.

وبالمثل، سيحتاج مواطنو الاتحاد الأوروبي الذين لديهم عرض عمل في المملكة المتحدة إلى إثبات بعض الطلاقة في اللغة الإنكليزية على أن يحصلوا على راتب ضمن مستوى يحدده القانون.

الطلاب
واعتباراً من يناير(كانون الثاني) المقبل، سيحتاج الطلاب الأوروبيون إلى الحصول على تأشيرة لأي إقامة جامعية تزيد عن 6 أشهر في المملكة المتحدة، وسيتعين عليهم أيضاً دفع رسوم دراسية أعلى تصل إلى أربعة أضعاف في الطب أو بعض شهادات الدراسات العليا المرموقة.

فقد بينت دراسة أجراها البرلمان البريطاني، أن 143 ألف طالب من الاتحاد الأوروبي كانوا يدرسون في جامعات البلاد خلال العام 2018-2019.

وقد يتضاءل هذا الإقبال بين الشباب الأوروبي في المستقبل، وهو ما يعد خسارة للموارد المالية البريطانية. ففي عام 2015، ضخ الطلاب الدوليون 25.8 مليار جنيه إسترليني (29 مليار يورو) في اقتصاد المملكة المتحدة التي تعد الوجهة الجامعية المفضلة الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة.

وبسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن يحق للطلاب البريطانيين الاستفادة من برنامج إيراسموس الذي مكّن ملايين الشباب من عبور الحدود للدراسة في دولة أوروبية أخرى.

الهجرة
ويقيم حالياً نحو 1.3 مليون بريطاني في الاتحاد الأوروبي، وفي المملكة المتحدة تقدم أكثر من 4.2 ملايين مواطن من الاتحاد الأوروبي بطلب للحصول على وضع الإقامة بحلول نهاية أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، فقد كان بوسعهم حماية حقوقهم إذا ثبتوا إقامتهم قبل 31 ديسمبر(كانون الأول) 2020.

ولكن الأمر سيكون مختلفاً تماماً بالنسبة لأولئك الذين سيرغبون في الهجرة بعد الأول من يناير(كانون الثاني) المقبل، فعلى سبيل المثال، سيواجه البريطانيون الذين يرغبون في الاستقرار في فرنسا أو إسبانيا أو ألمانيا (وجهاتهم المفضلة للعمل أو التقاعد) القيود نفسها المفروضة على مواطني دول أخرى، سواء تعلق الأمر بالتأمين الصحي أو شروط الدخل أو متطلبات اللغة.

ومن جانبها، ستعتمد بريطانيا نظام النقاط اعتباراً من العام 2021، والذي سيجعل الاستقرار بالنسبة للأوروبيين أكثر صعوبة؛ وهو نظام سيأخذ في الاعتبار معايير مثل العمر ومعرفة اللغة الإنكليزية والموارد المالية.

24ae


مواضيع:


الأخبار الأخيرة