مايزال العالم تحت وقع صدمة اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبنى الكونغرس يوم الأربعاء (السادس من كانون الثاني/يناير). وفي حين تتوالى البيانات الرسمية من مختلف دول العالم حول الأحداث، حتى من إيران وتركيا، يبدو أن الصمت يطبق على الجهات الرسمية العربية، التي لم تتفاعل مع هذه الحدث حتى وقت إعداد هذا الموضوع.
ووسط الصمت العربي الرسمي، تثير أحداث اقتحام الكونغرس تفاعلاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب بردود فعل مختلفة تتراوح ما بين صدمة أو سخرية!
"إرسال قوات عراقية لإنقاذ أمريكا"
لاعب كرة القدم العراقي السابق سعد قيس علق على الأحداث ساخراً وهو يستذكر الغزو الأمريكي للعراق بالقول: "ماذا لو قرر العراق إرسال قواته الجوية والبرية والبحرية لإنقاذ عرش أمريكا وإرساء الديمقراطية في الدولة الأعظم على مر التاريخ"!
أما الصحفية العراقية هند حسن فنشرت صورة لأحد أنصار ترامب في مبنى الكونغرس وهو يحمل قطعة أثاث، وعلقت عليها قائلة: "على أمل أن تظهر هذه القطع الأثرية الأمريكية المنهوبة في المتحف الوطني العراقي ببغداد ويتم الاحتفاظ بها هناك إلى أجل غير مسمى للحماية وكذلك من أجل متعة المشاهدة الثقافية للسكان المحليين"!
"داء الدكتاتوية أم ربيع أمريكي!"
مغردون عرب آخرون رأوا أن الولايات المتحدة "أصيبت بداء الدكتاتوية المنتشر في الشرق الأوسط"، وهي تحاول أن تنشر الديمقراطية فيها!
وكتب وزير الخارجية التونسي السابق رفيق عبد السلام، القيادي في حزب النهضة الاسلامي، في تغريدة على تويتر: "يبدو أن عدوى السيسي قد ضربت الليلة في كابتل هيل. يصمم ترامب على الانقلاب على نتائج الإنتخابات على منوال أصدقائه من حكام المنطقة المحصنين دكتاتورياً"، وأضاف: "كان من المنتظر أن تنقل الولايات المتحدة الأمريكية الديمقراطية لمنطقة الشرق الأوسط ، فإذا بها تصاب بلعنة السيسي وبن زايد".
أما الإعلامي والبرلماني المصري مصطفى بكري، المعروف بتأييده للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والذي يعارض الربيع العربي، فرأى أن أحداث اقتحام مبنى الكونغرس تشبه أحداث الربيع العربي الذي وصفه بـ"العبري" (يقصد أنه مدعوم من إسرائيل). وكتب بكري على تويتر: "سيناريو الربيع العبري يتكرر في أمريكا، بايدن لترامب: الآن الآن".
"الدولة بدون قوة مؤسساتها ضعيفة"
مغردون آخرون حمّلوا ترامب مسؤولية ما يجري في الولايات المتحدة، لكنهم أشادوا بالمؤسسات الديمقراطية الأمريكية.
الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي دعا إلى الحذر لحماية الديمقراطية من المستبدين والشعبويين.
وعلق الكاتب السعودي خالد الدخيل على الأحداث بالقول: "حاول (ترامب) الاستيلاء على الدولة لكن مؤسساتها وقفت أمامه. أثبتت تجربته عملياً أن الدولة بدون قوة مؤسساتها ضعيفة".
وأشاد آخرون بالديمقراطية الأمريكية فيما يتعلق بالشركات أيضاً. وكتب الباحث الإماراتي والمستشار السابق لولي عهد ابوظبي، الدكتور عبد الخالق عبد الله: "تويتر تغلق حساب الرئيس ترامب لمدة 12 ساعة وتهدده باغلاق تام لحسابه إذا كرر مخالفاته لقواعد النشر في تويتر"، وأضاف: "هذه أيضاً ديمقراطية أمريكية عندما تتمكن شركة أمريكية من معاقبة الرئيس الأمريكي وتجرده من أقوى سلاح لديه ويقف الرئيس عاجزًا لا سلطة له ولا حول له و لا قوة له على شركة أمريكية".
فيما رأى آخرون أن الأحداث ليست إلا نتائج لأفعال السياسة الأمريكية. وقال الكاتب الصحفي عبدالباري عطوان في تغريدة على تويتر: "إلى الرئيس ترامب وكل الرؤساء الامريكيين الذين عاثوا في بلادنا العربية والاسلامية قتلاً وفساداً وتدميراً: بضاعتكم ردت إليكم! اللهم لا شماتة"!
مواضيع: