صاحب فيديو "بن علي هرب" يروي تفاصيل الساعات الأخيرة لرحيل الرئيس التونسي

  11 يناير 2021    قرأ 596
صاحب فيديو "بن علي هرب" يروي تفاصيل الساعات الأخيرة لرحيل الرئيس التونسي

استعاد المحامي اليساري والحقوقي التونسي، عبد الناصر العويني، ذكريات أحداث الثورة التونسية، بعد مرور 10 سنوات على انتصارها ورحيل زين العابدين بن علي عن البلاد.


وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت مقطع فيديو لعبد الناصر العويني قبل 10 سنوات، وهو يهتف "بن علي هرب، تحيا تونس الحرة، المجد للشهداء، ما عدش نخاف، اتحررنا، يا توانسة اتنفسوا الحرية، وتم تصوير هذا الفيديو يوم 14 يناير/كانون الثاني من عام 2011، أي بعد دقائق من الإعلان عن مغادرة الرئيس التونسي آنذاك زين العابدين بن علي للبلاد.

 

وصرح العويني في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بأنه بمجرد سماع الخبر: "لم أتمالك نفسي، نزلتُ مسرعا وبشكل تلقائي لشارع الحبيب بورقيبة، للاحتفال برحيل بن علي، في المكان نفسه الذي تظاهر الناس ضده فيه، لم أفكر في أي شيء سوى الشهداء الذين سقطوا، وبرحيله عاد حقهم، وظللت أهتف وحيدا هناك مدة 40 دقيقة على أمل أن ينضم متظاهرون آخرون لكن لم يأت أحد".

وتم تصوير هذا الفيديو خلال ساعات حظر التجوال، الذي كان مفروضا في البلاد منذ 12 يناير من موقعين: من شرفة أحد المنازل المطلة على شارع بورقيبة، ومن جانب مجموعة من الشباب الذين كانوا يقيمون في فندق في الشارع نفسه ونزلوا للشارع ليروا ماذا يحدث.

ويحكي المحامي التونسي: "لم أكن مدركا ما يحدث حولي من سعادتي، فالشارع صار ملكي، وأستطيع أن أعبر عن نفسي بحرية إذ لم يعد يراقبني أويتتبعني أحد".

وكان يوم 14 يناير صعبا بحسب عبد الناصر، فقد خرج في الصباح مع نحو ألف محام آخرين في تظاهرة بزي المحاماة من أمام قصر العدالة في العاصمة، مرورا بالمدينة العتيقة وانضم لهم ما يقرب من 10 آلاف مواطن، ليدخلوا بعد ذلك شارع الحبيب بورقيبة الذي كان ممتلئا بالمتظاهرين القادمين من كل الولايات التونسية.

وجاءت هذه التظاهرة غداة خطاب لبن علي كان الثالث منذ بدء الاحتجاجات، وأعلن فيه أنه لن يترشح لانتخابات 2014، وتعهد بإصلاحات ديمقراطية وبإطلاق الحريات العامة.

ويؤكد العويني أن الحشد في هذا اليوم كان أهم من أي وقت مضى، للرد على "المسرحية التي نظمها بن علي وأنصاره وحزب التجمع الدستوري الديموقراطي في يوم 13 يناير/ كانون الثاني، فبعد خطاب بن علي خرج أنصاره للتعبير عن فرحتهم بتعهداته".

وكان العويني مشاركا في التظاهرات في تونس منذ اليوم الأول، فبعد حرق البوعزيزي نفسه في سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر/كانون الأول من عام 2010، اجتمع العويني ونحو 7 محامين آخرين بشكل سري يوم 24 من الشهر عينه في مكتب المحامية راضية نصراوي، وأنشأوا لجنة سرية لمساعدة أهالي سيدي بوزيد، وتشكيل جبهة للدفاع عن المعتقلين منهم بعد التظاهرات التي وقعت في الولاية.

وبعدها بـ 3 أيام نظموا وقفة أمام قصر العدالة في العاصمة، احتجاجا على قمع التظاهرات التي انضم إليها الآلاف من المواطنين ورفعوا شعار "يا قضاء عيب عليك الطرابلسية يحكموا فيك"، وكل ذلك قاد إلى اتساع نطاق الاحتجاجات لتصل العاصمة في 12 يناير.

لكن هل استمرار التظاهرات حتى 14 يناير كان يعبر عن يقين المتظاهرين برحيل بن علي؟ يقول العويني: "لم يكن أحد يتخيل أنه سيهرب بهذه الطريقة وبهذه السرعة، كانت لدي قناعة أن النظام انهار وأن أيامه باتت معدودة، لكن هذا السيناريو تحديدا لم يخطر على بالي ولم يتوقعه أحد".

واختتم العويني: "بمجرد الإعلان عن مغادرته البلاد كنت متأكدا أنه لن يعود، فهو غادر تحت تأثير تطور الأحداث والمقاومة الشعبية السلمية وليس مؤامرة مثلا، كما أنه لم يكن يغادر البلاد كثيرا طوال 23 عاما حكم فيها تونس، وحتى في المناسبات الرسمية، كان يرسل الوزير الأول - رئيس الوزراء – أو وزير الخارجية. فهو كان يشك في أقرب الناس له، ولهذا كان يفضل أن يبقى في تونس ممسكا بزمام الأمور".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة