نقيب أطباء سوريا لـ "سبوتنيك": كورونا أودى بحياة 100 طبيب سوري

  18 يناير 2021    قرأ 488
نقيب أطباء سوريا لـ "سبوتنيك": كورونا أودى بحياة 100 طبيب سوري

بعد نحو 10 سنوات من ويلات الحرب، جاء الحصار الغربي ليعمق جراح السوريين وليلقي بظلاله على القطاع الصحي والطبي في البلاد، في ظل انتشار متزايد لفيروس كورونا الذي أودى بحياة المئات من السوريين ومن بينهم نحو 100 طبيب حتى الآن منذ مارس/آذار العام الماضي.
ومع وصول عدد الإصابات بالفيروس إلى أكثر من 13000 إصابة في أرجاء البلاد وارتفاع حالات الوفاة بالفيروس إلى أكثر من 800 حالة وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة بدأت الحكومة السورية مساعيها لاستجرار كميات من اللقاح المضاد لمرض "كوفيد- 19" من الدول الصديقة. 

 

استجرار مليوني جرعة من اللقاح قريباً

في هذا السياق أوضح نقيب أطباء سوريا الدكتور كمال أسد عامر في تصريح خاص لـ سبوتنيك أن "الحكومة وضعت خطة لاستجرار مليوني جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، موضحاً أن اللقاحات الروسية والصينية مجربة في دول المنشأ، وأعطيت بكميات كبيرة ولأعداد كبيرة وقد اعتمدتها كثير من الدول حول العالم".
ولفت عامر إلى أن "اللقاح لم يصل بعد إلى سوريا وهو من حق كل مواطن، موضحاً أن "هناك فريق حكومي وضع خطة للبدء بعملية إعطاء اللقاح خلال شهر نيسان/أبريل القادم وسيتم استجرار كميات إضافية إذا اقتضت الضرورة ذلك، ووفقاً لخطة وزارة الصحة سيتم إعطاء اللقاح في المرحلة الأولى للفئات الأكثر تماساً مع الفيروس وهم الأطباء والكوادر الطبية العاملة في المشافي والمراكز الصحية وأن اللقاح من حق كل مواطن".

لم تسجل إصابات بالسلالة الجديدة في سوريا

وحول خطورة وصول السلالة الجديدة من الفيروس إلى لبنان، قال عامر: "وصلت السلالة الجديدة من الفيروس إلى لبنان عبر مطار بيروت الذي يشهد حركة قدوم نشطة ويقصده زوار من أنحاء عديدة من العالم ما أدى إلى انتشار هذه السلالة هناك لكن الوضع مختلف في سوريا نتيجة حركة المطار الخفيفة والإجراءات الاحترازية المتخذة" مؤكداً أنه "حتى الآن لم تسجل إصابات بالسلالة الجديدة في سوريا".
وأشار عامر إلى أن "الموجة الثانية من كورونا وصلت إلى ذروتها في سوريا وشهدت زيادة في عدد الإصابات وتميزت بانتشار سريع وشديد للعدوى لكن حالياً لوحظ أن منحنى الإصابات شهد تسطحاً في عدد الإصابات التي بدأت بالتراجع في الفترة القريبة الماضية".

الحرب أخرجت 90 مشفى عن الخدمة

وحول أثر الحصار الغربي المفروض على سوريا بيّن نقيب الأطباء السوريين أن "الحصار والعقوبات الغربية وقبل ذلك الحرب تركت آثاراً كارثية على القطاع الصحي السوري، فقد أخرجت الحرب 90 مشفى و500 سيارة إسعاف عن الخدمة، وأوقفت العديد من معامل الأدوية وأصبحت البلاد بحاجة إلى الدواء، بعد أن كانت تصدره إلى دول الجوار الإقليمي فضلاً عن تحقيق الاكتفاء الذاتي، وهذا كله ترك آثاره على الوضع الصحي عموماً في سوريا".

100 طبيب خسرتهم سوريا بسبب كورونا

وحول عدد الوفيات بفيروس كورونا بين الأطباء  السوريين كشف عامر أن عدد حالات الوفاة بين الأطباء خلال العام 2020 بلغ 164 حالة منها حوالي 100 طبيب توفوا نتيجة إصابتهم بالفيروس وذلك وفقاً للفحوص المخبرية وأضاف: "هؤلاء الأطباء كانوا على خط المواجهة الأول مع الفيروس، فأكثر المناطق الموبوءة هي أماكن العزل وغرف العنايات المشددة للمصابين بفيروس كورونا، وهي بؤر مؤكدة للإصابة فيضطر الطبيب خلال أداء واجبه لأن يقدم الرعاية الطبية للمصابين بغض النظر عن خطورة الموقف، ولذلك كثرت الإصابات بين الأطباء بسبب كثرة تعرضهم لكميات كبيرة من الفيروس بشكل يومي في المشافي والمراكز الصحية".

تهجير العقول السورية أحد محاور الحرب

وحول هجرة الأطباء خلال الحرب قال: "كان تهجير العقول السورية أحد المحاور الأساسية التي سعت لتحقيقها دول غربية معادية لسوريا حيث فتحت باب الهجرة للأطباء وقدمت التسهيلات والمغريات الكثيرة خلال سنوات الحرب وقد اضطر كثير من الأطباء نتيجة عدم الاستقرار في مناطق إقامتهم إلى الهجرة بهدف متابعة التحصيل العلمي أو تحسين الوضع المعيشي، ولتأسيس عيادة أو شراء تجهيزات تمكنهم من العمل في مهنتهم" مضيفاً أن "هجرة الأطباء كانت موجودة بوتيرة أقل قبل الحرب لكنها زادت بعد اندلاع الحرب".

الوعي والعزل المنزلي حد من انتشار الفيروس

وحول الإجراءات التي اتخذتها النقابة حيال وصول الجائحة إلى سوريا ختم نقيب أطباء سوريا حديثه لـ سبوتنيك بقوله: "قامت نقابة أطباء سوريا ومنذ بداية أزمة كورونا بتوزيع وسائل الحماية على المشافي، وشكلت لجاناً طبية في كل فروعها بالمحافظات لتحقيق التواصل مع عامة الناس والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم عن الفيروس وطرق الوقاية وتقديم المشورة الطبية بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة، إلى جانب زيارة  ودعم الأطباء المقيمين في المشافي، لافتاً إلى أن وعي الناس ساهم في الحد من انتشار العدوى نتيجة العزل المنزلي الطوعي في كثير من الحالات التي لم تراجع مشافي وتماثلت للشفاء".
يشار إلى أن وزارة الصحة السورية أعلنت أمسأمس تسجيل 94 إصابة جديدة بفيروس كورونا وشفاء 74 حالة ووفاة 8 من الإصابات المسجلة بالفيروس موضحة أن حصيلة الإصابات المسجلة في سوريا بلغت حتى الآن 13036 شُفي منها 6548 حالة وتوفيت 832.

وسجلت أول إصابة بفيروس كورونا في سوريا في الثاني والعشرين من آذار من العام الماضي لشخص قادم من خارج البلاد في حين تم تسجيل أول حالة وفاة في التاسع والعشرين من الشهر ذاته. 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة