فتيل الاحتجاجات يتوسع في تونس

  19 يناير 2021    قرأ 515
فتيل الاحتجاجات يتوسع في تونس

اشتبك مئات الشبان مع الشرطة في عدة مدن تونسية في وقت متأخر من أمس الاثنين ورشقوها بالحجارة والقنابل الحارقة في العاصمة، فيما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، ومدافع المياه في محاولة لتفريق المحتجين.

والاشتباكات العنيفة مستمرة منذ ثلاثة أيام وسط تجاذبات سياسية وأزمة اقتصادية غير مسبوقة.

وقال صحافيون من رويترز إن ما يصل إلى 300 شاباً اشتبكوا مع الشرطة في حي التضامن بالعاصمة، بينما تحدث مقيمون في القصرين، غرب، وقفصة جنوب غرب، وسوسة والمنستير، شرق البلاد، عن أعمال عنف بشوارع تلك المدن.

ودارت مواجهات محدودة أيضاً في نابل، شمال شرق، وباجة شمال، إضافة إلى مناطق أخرى من العاصمة مثل الكرم، والعمران، والملاسين.

وتأتي الاحتجاجات في أعقاب الذكرى العاشرة لسقوط النظام السابق، الذي جلب الديمقراطية، لكنها لم تجلب سوى القليل من المكاسب المادية لمعظم التونسيين، وسط تزايد الغضب من البطالة المزمنة، وتردي الخدمات العامة.

وارتفعت معدلات البطالة من نحو 12 % في 2010 إلى حوالي 18 % حاليا.

وفي غيابخطة واضحة للاحتجاجات أو قيادة سياسية أو دعم من الأحزاب الرئيسية، ليس من الواضح ما إذا كانت ستكتسب زخماً أم ستخمد كما حدث في العديد من جولات الاحتجاجات السابقة منذ 2011.

ولم يردد المتظاهرون اليوم الإثنين أي شعارات خلال اشتباكاتهم مع أفراد الشرطة الذين كانوا يرتدون السترات الواقية من الرصاص ويحملون الهراوات.

ونفذت قوات الأمن دوريات في المنطقة في عربات تشبه العربات العسكرية.

ودعت منظمة العفو الدولية إلى ضبط النفس. واستشهدت بلقطات مصورة تظهر أفراداً من الشرطة يضربون ويجرّون أشخاصا بعد احتجازهم، وقالت إن على السلطات أن تفرج فوراً عن حمزة نصري جريدي، وهو ناشط حقوقي اعتقل أمس الاثنين.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني الإثنين إن الشرطة اعتقلت 632 أمس، وقالت الوزارة إن معظم المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً.

وفي شارع الحبيب بورقيبة الذي تصطف على جانبيه الأشجار، ومكاتب حكومية، ومبانٍ من حقبة الاستعمار وسط العاصمة تونس حيث اندلعت أكبر الاحتجاجات في 2011، طالب المتظاهرون الاثنين بإطلاق سراح المعتقلين في أحداث الأيام الماضية.

وقالت شابة تدعى سنية وهي عاطلة عن العمل منذ أعوام، بعد حصولها على شهادة جامعية في الآداب: "يصفون كل من يحتج على النظام بلص... جئنا بوجوه مكشوفة في النهار وليس بالليل لنقول إننا نريد وظائف.. نريد الكرامة.. لنقول يكفي احتقاراً.. يكفي تهميشا يكفي جوعاً".

وهتف المحتجون: "لا خوف لا رعب! الشارع ملك الشعب!".

وفي بلدية المنيهلة التي يقع فيها بيت الرئيس قيس سعيد، خاطب الرئيس عشرات تجمعوا أمام مقر حكومي قائلاً: "أؤكد مجدداً حق التونسيين في الشغل والحرية وفي الكرامة الوطنية... في المقابل هناك من يسعى بكل الطرق إلى توظيفهم والمتاجرة بفقرهم وبؤسهم، وهو لا يتحرك إلا في الظلام وهدفه ليس تحقيق مطالب الشعب بقدر سعيه لبث الفوضى".

وتجمع محتجون أيضاً أمس الاثنين في منطقة منزل بوزيان بولاية سيدي بوزيد حيث أدى حرق بائع فاكهة نفسه في أواخر 2010، إلى الاحتجاجات التي أودت بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة