قوى الخير والشر وعوالم الإنس والجن في «الجلسة» المصرية

  13 يناير 2018    قرأ 753
قوى الخير والشر وعوالم الإنس والجن في «الجلسة» المصرية
«من يريد النصر عليه أن يؤمن بأدواته أولًا».. هكذا حدث الشيطان القس والإمام في مسرحية «الجلسة» للمخرج المصري مناضل عنتر، وهي العرض الثاني في المسابقة الرسمية للدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي.

المسرحي المصري اختار خوض مغامرة فنية تحسب له من حيث جرأة الفكرة وجمالية التصور، ففي مسرحية «الجلسة» تتداخل عوالم الإنس والجن، وتتشكل الأساطير والحكايا الموروثة في حركات وكلمات أبطالها.. قوى تدعي الشر وأخرى الخير تتصارع حول فتاة شابة تعاني مساً شيطانياً، تتناقلها الأيادي هنا وهناك، تارة تغادرها الأرواح الشريرة، وفي أطوار أخرى تعود إليها أكثر قوة. عن مريم المجدلية ولعنة الجن، التي طاردتها قبل أن ينقذها المسيح عليه السلام، تتخذ مسرحية «الجلسة» منطلقاتها، غير أنها تضفي جانباً خيالياً للقصة، وتنقل اللعنة المجدلية إلى «نسل افتراضي لها» تمثله فتاة ممسوسة من راهننا.
يحاول رجلا دين (مسيحي ومسلم) إنقاذ الفتاة، متسلحين بآيات وترانيم دينية وقوة إيمان في مواجهة ألاعيب الإغواء وإثارة الشك والخوف المتقنة من طرف محركي العالم السفلي، عالم، لا يتوقف زعيمه عن تأكيد نصره لأنه من يملك مقاومات الصمود والسلاح وأن «الصلصال المتحرك» المصنوع من «طين» لن يخمد نار الشر والأنانية والتكبر...»فمن يريد النصر عليه أن يؤمن بأدواته أولا..»، هكذا حدث الشيطان القس والإمام في مسرحية «الجلسة».
لعبة تبادل الأدوار لم تغب عن عمل مناضل عنتر فشاهدنا في «الجلسة» كيف يتحول البشري إلى الشيطان، وكيف يجسد الجن دور الملاك المظلوم في عالم «الإنسان المخيار». مرجعية مناضل عنتر البصرية وتجربته في مجال الرقص انعكست في تفاصيل صورته فبرز الديكور بشكله الهرمي بصفة لافتة في أشكاله المبهمة ورسومه الغريبة الشبيهة بالكتابات الفرعونية.
مسرحية «الجلسة»، التي قدمت عرضين أمس (على الساعة الرابعة مساء ثم على الساعة السابعة ليلا) بدار الثقافة ابن رشيق، تنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لأفضل عرض مسرحي لسنة 2017.


مواضيع: جن،الجلسة،  


الأخبار الأخيرة