كوارث ومصائب فظيعة في تاريخ البشرية لا تنسى

  14 يناير 2018    قرأ 4861
كوارث ومصائب فظيعة في تاريخ البشرية لا تنسى
منذ قديم الزمن وحتى يومنا هذا ورغم تقدمنا وتطور وسائل الأمن لدينا إلا أن الإنسان ما زال تحت رحمة كوارث ومصائب كثيرة كما كان، بعضها يكون من قوى الطبيعة.
كوارث ، ودمار، ومصائب، وفظائع، كل هذه أمور اعتاد الإنسان على التعايش معها. منذ قديم الزمن وحتى يومنا هذا ورغم تقدمنا وتطور وسائل الأمن والسلامة لدينا إلا أن الإنسان ما زال معرضًا للمصائب والكوارث كما كان، بعضها يكون قوةً من قوى الطبيعة لا نستطيع التصدي لها والوقوف في وجهها مهما حاولنا وإنما نحن نكتفي بمحاولة المرور منها بأقل الأضرار الممكنة، بعضها الآخر جلبه الإنسان على نفسه إما عن جنون بعض البشر وإما عن طريق التقدم التكنولوجي، صحيحٌ أن التقدم أعطانا الكثير في صالحنا لكنه جلب علينا مصائب أخرى وكان سلاحًا ذو حدين أحدهما يفيد والآخر يؤذي، والكوارث التي مر وسيمر بها الإنسان لا تنتهي، لكن بعضها كان أقسى من المعتاد وأكثر تأثيرًا في تاريخ البشرية، وبعضها ظل حتى اليوم قضيةً مفتوحةً لم تغلق وسرها ما زال غامضًا.

مثلث برمودا

لا يبدو من الصائب أن نبدأ هذه القائمة بشيءٍ آخر غير مثلث برمودا الغامض الشهير الذي ابتلع آلاف الأسرار بلا تفسيرٍ واضحٍ حتى اليوم، على عكس المعتقد فمثلث برمودا لم يأخذ اسمه من شكله أي أن منطقته ليست على شكل مثلث هندسي وإنما كانت سبب تسميته حادثة اختفاء في تلك المنطقة من أولى الحوادث حيث خرج سربٌ من الطائرات للتدريب في رحلةٍ بدأت من فلوريدا وكان السرب على شكل مثلث، لكن بعد الانطلاق بدأت طائرات السرب بإرسال معلوماتٍ تقول أنهم يحلقون فوق مياهٍ بيضاء وأنهم فقدوا الاتجاه واشتكوا من رياحٍ وأعاصير قبل أن ينقطع الاتصال ويختفي السرب للأبد بلا أثر، توجد منطقة مثلث برمودا في غرب المحيط الأطلنطي بلا حدودٍ دقيقةٍ واضحة لكنها تمتد بطول الساحل الشرقي الأمريكي من برمودا في الشمال حتى جنوب فلوريدا، كان اقتراب السفن أو الطائرات من تلك المنطقة كفيلًا بقطع الاتصال وتعطيل أجهزة الملاحة وفقد الاتجاه والاقتراب أكثر يعني الاختفاء التام، بدأت السفن في الاختفاء في تلك المنطقة ليس ذلك فحسب بل إن الأغرب كان إيجاد بعض السفن وقد اختفى كل من عليها تمامًا بينما بقيت هي عائمةً على سطح المياه.

حاول الكثيرون تفسير ذلك اللغز وإيجاد الحقيقة لكن لم يكن من الممكن إثبات أي شيء، في إحدى محاولات البحث عن إحدى السفن المختفية كانت المعلومات التي وردت في التقارير غريبة حيث شوهدت أضواءٌ غريبة تسطع على سطح المياه طول المساء ثم ظهرت غمامةٌ من الظلام الكثيف فوق المياه لفترة واختفت! بينما ذهب البعض لاعتقاداتٍ مختلفة كالشياطين والجن وأنها منطقةٌ مسكونة أو عرش إبليس فيها، أو حتى تفسيرات الكائنات الفضائية التي تخطف ما يكون في تلك المنطقة، ذهب العلماء لترجيح أن سبب ذلك هو الجاذبية الشديدة وحقول الطاقة الكهرومغناطيسية وشدة الرياح والأمواج في تلك المنطقة هو السبب.

قنبلة هيروشيما

عندما تتحدث الحرب فهي تُخرس الإنسانية، قنبلتا هيروشيما وناجازاكي حادثةٌ من كوارث البشرية التي أتت بها أذيال الحرب العالمية الثانية على هذا العالم، كان الصراع والتحدي حاميًا بين اليابان وأمريكا حيث كبدت اليابان الأمريكيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والأموال فما كان من الأمريكيين إلا الرد بأسوأ ردٍ على ذلك، كانت النية مبيتةً لليابانيين بقصفهم بالقنبلة اليابانية وبينما تصاعدت أصوات القلة تطالب بإنذار اليابانيين تغلبت وحشة ولا رحمة الكثرة على ذلك الصوت مرجحين جعلها قنبلةً فجائية، وحين جاء الصبح المشهود ألقى الطيران الأمريكي بقنبلته النووية الأولى على اليابان أو على هيروشيما بالذات مستغلين تعدادها السكاني الوفير و قاعدتها الحربية الكبيرة والهامة وتم القصف، وحتى بعد القصف رفضت اليابان بكبرياءٍ الاستسلام فكان الرد الأمريكي قنبلةً أخرى على ناغازاكي ولم يعد أمام اليابان سوى أن تستسلم للحلفاء.

كانت آثار القنبلتين كارثيةً إلى حدٍ بعيد، إلى حد أنه لا يمكن الجزم بأن اليابانيين تخلصوا من نتائج إشعاع تلك القنابل حتى اليوم، كانت القنبلة فتاكةً فمن كان في مركز سقوطها لم يمت ويحترق فحسب وإنما تلاشى تمامًا وتبخر كأنه لم يكن! وامتد الخراب لكل اتجاهٍ ومكان وقتل الآلاف وأحرق كل البيوت والمنشآت على بيوت أصحابها ومن كانوا بداخلها، ولم يكن أحدٌ يستطيع تقديم يد مساعدةٍ فكل الجهات المعنية بالمساعدة تدمرت وتحطمت، وكان الإشعاع هو أسوأ تلك الكوارث فمن لم يمت في لحظتها عاش ليعاني من آثار الإشعاع وليموت موتًا بطيئًا مؤسفًا بعد ذلك، حتى أن من لم يشهدوا الانفجار وجاؤوا للمساعدة في اليوم التالي لم يسلموا من آثار الإشعاع! وبعد الانفجار أمطرت السماء شحمًا أسود اختلط فيه الماء مع المواد الإشعاعية.

بركان كراكاتوا

إن كنت تعتقد أن قنبلتي هيروشيما وناجازاكي هما الكارثة الأكبر والأقوى في تاريخ البشرية فعليك أن تعيد التفكير حين تسمع عن بركان كراكاتوا، الذي سبب انفجارًا هائلًا قوته تعادل قوة انفجار ثلاثة آلاف قوة انفجار قنبلة هيروشيما! جزيرة كراكاتوا كانت بين جزيرتي جاوا وسوماترا في إندونيسيا حيث اشتهرت تلك المناطق بانتشار البراكين لكنها كانت يومًا ما هامدة، بدأ الأمر بانفجاراتٍ هائلةٍ تحت الأرض تنفث رمادًا وسحبًا سوداء من الفوهات البركانية المنتشرة، بعد تلك الانفجارات جاءت انفجاراتٌ أكثر عنفًا منها ولكن هذه المرة كان ارتجاف الأرض عنيفًا شعر به سكان الجزر المحيطة جميعًا وانفجرت فوهة البركان الرئيسي ومع انفجارها انفجرت فوهات جميع البراكين المحيطة به وبدأت العاصفة البركانية، ظن الجميع أن تلك النهاية لكن الحقيقة أنها كانت بداية النهاية ففي أحد الأيام وصل الانفجار لذروته واختفت بسببه الجزيرة!

حدثت خسائر هائلة في الأرواح والأموال لا أحد ينكر ذلك لكن الكارثة الأكبر كانت اختفاء جزيرة كراكاتوا من على سطح البحر تمامًا، كان الانفجار مدويًا لدرجة أن كل أنحاء آسيا سمعوا دويه واضحًا كما سجلت أجهزة قياس الضغط حول العالم قراءة موجات الضغط التي أنتجها الانفجار، بل إن تلك الموجات دارت حول الأرض عدة دوراتٍ حتى تهدأ لتصنف أعلى ضوضاء عرفها الإنسان منذ بداية الأرض، وكان الغبار واحدًا من تلك النتائج الذي تصاعد في الجو حاجبًا أشعة الشمس عن الأرض ليدخل العالم كله في موجة برودة حتى تلاشى الغبار ، وبعد وقتٍ ظهرت جزيرةٌ جديدة بسبب الرماد البركاني الذي تسببت فيه تلك الكارثة على سطحها بركانٌ جديدٌ ثائر تمت تسميته بابن بركان كراكاتوا زكان رماده البركاني صاحب الفضل في بناء جزيرة كراكاتوا وإعادتها لحجمها الأول.

زلزال اليابان الشهير

تبدو قارة آسيا مرتعًا للكوارث البشرية حقًا ولكن حين نتحدث عن الزلازل فهي رائدة بخاصةٍ اليابان، فاليابان من أكثر مناطق العالم المعرضة للهزات الأرضية والزلازل بجميع درجاتها، وعلى كثرتها فأغلبها هزاتٌ بسيطة ومسالمة بلا أضرار، لكن بعضها مدمرٌ وساحق، كان ذلك في سنة 1923 حين ضرب اليابان ثلاثةٌ من أعنف الزلازل بشكلٍ متتابع وتسببوا في كارثةٍ حقيقية، لم يأتي الزلزال وحده وإنما هبت معه عاصفة نيرانٍ نقلتها الرياح في كل مكان فصارت الأرض تهتز من تحتهم والنيران تأكل كل ما حولهم، وتسببت الزلازل العنيفة في انهيار أغلب المباني والمنشآت على رؤوس أصحابها بل وتصدع الأرض فانشقت تبتلع كل ما فوقها، وسجلت واحدة من أبشع المشاهد المؤسفة في تلك الأوقات فالناس كانوا يتساقطون في شقوق الأرض لتسحقهم بينما نصفهم العلوي فوق الأرض تلتهمه النيران ولا يستطيعون الهرب، لاذوا بالفرار للشواطئ والبحار لكن الزلازل تحت سطح البحر سببت الأمواج والشلالات المحملة بالبترول لتشب النيران حتى في المياه، كانت الخسائر بالملايين والضحايا بمئات الآلاف.

مجاعة إيرلندا

من ضمن الأشياء التي قد تشغلك وتتساءل عنها هو سر الكراهية والعداء بين الإيرلنديين والإنجليز وكيف بدأ، إذًا هاك سببًا من أسباب ذلك العداء المتأصل بينهما، في إحدى فترات التاريخ من سنة 1840 وحتى نهاية الأربعينات كان لأكثر من مليوني فلاحٍ إيرلنديٍ عنصر غذاءٍ أساسي ورئيسي أو بشكلٍ أكثر دقة كانت البطاطس هي التي تقيم أودهم وأساس قوت يومهم، وكانت زراعة البطاطس أساسيةً ومزدهرةً في ذلك الوقت واعتماد الإيرلنديين في الغذاء عليها كبيرٌ جدًا، حتى أن المجاعة قد تحل عليهم إن أصاب أي تلفٍ محاصيل البطاطس، وللأسف كان ذلك فعلًا ما حدث في أحد الأعوام حيث جاء شهر أغسطس محملًا بالرطوبة والأمطار التي أغرقت مزارعهم ومحاصيلهم، ومع توفر المياه والرطوبة بكثرة بدأت الفطريات بالزحف على المحاصيل وإفسادها كلها وجعلت محاولة تناولها ضربًا من المستحيلات، وخلال عامٍ واحد كانت زراعة البطاطس تلفت تلفًا تامًا وأصبح مصدر الغذاء الرئيسي في تلك البلاد منعدمًا واضطر الناس لأكل الحشائش ومواجهة المجاعة والمرض.

لم يتحمل كثيرٌ منهم الجوع والمرض فهلكوا ومن عاش منهم عاش كظل إنسانٍ لا كإنسانٍ كامل مما أصابهم من شقاء، وكانت إنجلترا شاهدةً على تلك المجاعة تراقبها وتتصنع مد يد العون لهم لكنها ما كانت تزيدهم إلا بؤسًا وشقاءً برمزية مساعدتها لا فعلها، ثم زيادةً في القسوة والتمثيل فتحت باب العمالة للإيرلنديين لكنها في الحقيقة فتحت لهم باب السخرة في الأعمال الشاقة فكان النساء والأطفال كالرجال يعملون في تكسير الحجارة وغيرها من الأعمال الشاقة حتى يتهاوى الواحد منهم ميتًا مكانه ليزيحوا جسده عن الطريق تاركين المجال لمسكينٍ آخر، اختار الإيرلنديون الهجرة بعد ذلك خاصةً لأميركا لعلهم يجدون العمل والقوت، لكن حتى ذلك لم يفلح فكان الإقبال على الهجرة ضخمًا وكانت المراكب تحمل أكثر مما تتحمل فغرقت بمن عليها وصرعتهم جميعًا، ومن وصل منهم مات أغلبهم من المرض على شواطئ الميناء ولم تتسنى لهم فرصة بداية الحياة الجديدة التي هاجروا لأجلها، البعض الآخر قاوم وحاول بناء حياته لكن المرض استبد بهم وبمن نقلوا له العدوى من الأمريكيين ومات منهم من مات.

التيتانك

جميعنا عرفنا التيتانك وأغلبنا لم يعرف عنها سوى القصة الرومانسية للفيلم الشهير لكن ما هي حقيقتها؟ المارد الذي لا يقهر هذا هو معنى اسم التيتانك رمز الفخامة والغرور والضخامة والخيلاء بل إن من سخرية القدر أن تلك كانت أسباب غرق المارد في رحلته الأولى والأخيرة، كان يوم 10 أبريل 1912 هو ذلك اليوم المشهود لإبحار التيتانك ومن لم يأتِ ليركبها جاء ليشاهدها ويشهد ذلك الحدث التاريخي المهيب،كانت التيتانك رمز الضخامة وروعة ومتانة التصميم فقد كانت أضخم سفينة ركاب شهدها العالم حتى ذلك الوقت وكان تصميمها دقيقًا ومميزًا واحتوى الجزء السفلي منها على 16 جزءًا، جُعل تصميمها من الروعة بحيث لا تتأثر السفينة حتى في حال غرق 4 أجزاء من الستة عشر جزءًا كما أعطت الكابتن القدرة على فصل الجزء الغارق عن بقية السفينة لحمايتها من الغرق، لم يكن ذلك إلا نصف المميزات فحسب فالنصف الآخر كان الفخامة التي لا مثيل لها والتي لم يشهد أحدٌ مثلها في السفن حتى ذلك الوقت، حتى الدرجتان الثانية والثالثة كانت لا تقارن بمثيلاتها في السفن الأخرى.

ولأجل ذلك حملت تلك السفينة على ظهرها أثرى الأثرياء لأن تذكرتها خاصةً الدرجة الأولى قيل أنها كانت تساوي مرتب أحد أفراد طاقم السفينة طوال حياته، تنوع هؤلاء الأثرياء من كل حدبٍ وصوب ونوعٍ ولون باحثين عن الفخامة والغرور يشترونه بأموالهم في كل مكان، على الرغم من ذلك فقد جاهد البعض وكدوا وتعبوا وبذلوا كل ما استطاعوا للحصول على التذكرة والصعود على متن الأسطورة قاصدين الرحيل إلى أميركا بغرض الهجرة والبحث عن حياةٍ أفضل، لكن أقوالًا أخرى تقول بأن السفينة لم تحمل هؤلاء فحسب وإنما حملت في أجزائها السفلى جماعاتٍ من الفقراء والمستضعفين فبينما كان السادة يسترخون في الجاكوزي على ظهر السفينة كان الفقراء يتكدسون في الأسفل بل مكانٍ للتنفس وكانوا أول الغارقين.

بعد أربعة ليالٍ من الإبحار السلس الرائع أمر قبطان السفينة إدوارد سميث بزيادة سرعتها لدرجةٍ كبيرة لكن في عصر اليوم الخامس بدأت ترد لهم تحذيراتٌ من أن سفينتهم مقبلةٌ على منطقةٍ جليدية مقابلة للساحل الشرقي لكندا، لكن لا القبطان ولا الطاقم اهتموا بما ورد لهم من تحذيرات أولًا لعلمهم بندرة الجليد في تلك المنطقة ذلك الوقت من السنة ثانيًا وكان السبب الأكبر هو غرورهم بماردهم فأنّى لبعض الجليد أن يقف عائقًا أمام التيتانك! فلم يكلف أحدهم نفسه عناء الاهتمام وفي تلك الليلة ومن بين الظلام خرج لهم جبلٌ جليديٌ ضخمٌ أمامهم وكان الأوان قد فات على تغيير المسار وتجنب الصدام فحدثت الكارثة.

تهشم جانب التيتانك وكان الجزء السفلي بمن فيه أول الغارقين لكن الحال على السطح كان أكثر غرابة! كان سادة القوم وأثرياؤهم على السطح رافضين التزاحم على قوارب النجاة كالبدائيين فكانت القوارب تنزل إلى المياه وهي تحمل نصف حمولتها فحسب رغم قدرتها على حمل ضعف العدد الذي كانت تحمله لكنه الكبرياء والغرور، حملت القوارب النساء والأطفال وانتظر الرجال منتظرين مصيرهم بينما الفرقة الموسيقية تعزف بلا توقف أنغامًا سعيدة! ولم يسكت تلك الفرقة ولا أنغامها سوى الغرق، على جوانب أخرى جلس البعض مستهترين بالحادث والقدر يدخنون السجائر ويتبادلون السمر بينما خلع أحدهم سترة النجاة وارتدى أكثر ستراته أناقةً عاقدًا العزم على أن يموت أنيقًا كما عاش أنيقًا! كان ذلك المزيج الغريب من العقليات اللا منطقية هو السبب في نجاة 700 راكب فحسب من أصل 2250 راكب.

كانت أسطورةٌ أخرى تحوم حول سبب غرق التيتانك الأسطورة معتبرةً أنه لا يهزم الأسطورة سوى أسطورةٌ مثلها، بدأ الأمر في مصر القديمة حيث كانت هناك كاهنة مصرية من أقوى الكهنة على الإطلاق وكانت تعمل بالسحر الأسود ولها قوة غير محدودة، وكما كانت لها القوة في الحياة فقد صحبت جثمانها في الممات وكانت مقبرتها ملعونة، وعندما فتح أحد الباحثين الإنجليز المقبرة وحصل على الجثمان بدأت معه اللعنة، في البداية مات كل العاملين في فتح تلك المقبرة بطرقٍ مختلفة، بعدها ولم يتبقَ سوى بحارين ساعدا الباحث على نقل الجثمان لإنجلترا حيث مات الاثنان قبل أن تصل السفينة للشاطئ وبعد الوصول بفترةٍ قصيرة مات الباحث، في المتحف الذي وضعت فيه في غرفةٍ مغلقة مات كل من تعامل مع المومياء وكل الحراس الذي حرسوا الغرفة، لذلك تم الاتفاق على نقل تلك المومياء المشؤومة سرًا للولايات المتحدة ويُقال أن التيتانك كانت السفينة المختارة لنقلها، فما لم يعلمه ركاب السفينة أنهم لم يبحروا وحدهم وإنما صاحبتهم مومياء كاهنةٍ عابقةٍ بالسحر الأسود، وكان ذلك سبب غرق التيتانك بمن عليها والمومياء معها.

صدام الطائرات

بالرغم من كون الطائرات أسرع وسائل النقل وأفضلها لكنها فتحت للبشرية بابًا جديدًا من أبواب الحوادث والكوارث المؤسفة التي راحت بسببها مئات الأرواح، حادث جزر الكناري كان واحدًا من أسوأ تلك الحوادث على مر التاريخ، كان ذلك في عام 1977 في مطار جزر الكناري حيث قام بعض الإرهابيين بتفجير قنبلةٍ في المطار الرئيسي آنذاك، ووردت لهم معلوماتٌ وأخبار تنبئ بقنبلةٍ أخرى على وشك الانفجار عندها تم إغلاق المطار الرئيسي وتحويل كل الرحلات لمطارٍ فرعيٍّ أصغر حجمًا وأقل في الإمكانيات، بدأ الحادث المؤسف عندما وجد برج الطائرة نفسه أمام طائرتين تنتظران الهبوط على أرض مطاره فما كان منه إلا أن أعطاهما إرشادات الهبوط والتوقف حيث تهبطان معًا متقابلتين في الممر الرئيسي ثم تنعطف إحداهما والتي كانت الطائرة الأمريكية باتجاه اليمين لممرٍ جانبي مفسحةً الممر الرئيسي للطائرة الهولندية المقابلة، لكن ربان الطائرة الأمريكية لسببٍ غير معروفٍ لم يتبع التعليمات ويُقال بسبب أن محدثه أسبغت اللهجة الإسبانية على لغته فلم يفهم الربان الأمر وتقابلت الطائرتان واصطدمتا معًا في انفجارٍ مدوٍّ راح ضحيته كل من كان على الطائرتين والذي قارب الـ 500 شخص ولم ينجُ إلا عددٌ قليلٌ جدًا، يبدو أصحاب رهاب الطران منطقيين جدًا بالنسبة إلينا حين نذكر حادثًا كهذا.

حوادث القطارات

حادثان مرعبان آخران من حوادث وسائل النقل أحدهما كان قطار الهند السريع الذي خرج عن مساره وسقط في النهر متحطمًا ليقارب عدد ضحاياه الألف قتيل، كان الأبشع قطار سيبيريا الذي كان يمر في طريقه قرب شبكةٍ من أنابيب الغاز السائل غرب سيبيريا، لم ينتبه أحدٌ لحدوث تسربٍ في الغاز وكان من سوء حظ هذا القطار وراكبيه أن يمر في ذلك الوقت ليحدث الاحتكاك شرارتٍ أشعلت النيران مع الغاز المتسرب وانفجر القطار، لكن الأسوأ حظًا كان قطارًا آخر يمر على الجهة المخالفة تقابل مع هذا القطار في لحظات الانفجار فاشتعلت فيه النيران هو الآخر وانفجرا معًا، راح المئات ضحايا هذا الحادث وتسبب الانفجار بقوته في ميل الأشجار لمسافة كيلومترات على جانبي الطريق وتحطمت واجهات ونوافذ المنازل البعيدة عن الانفجار مسافةُ قاربت الأحد عشر كيلومترًا!

حريق لندن

كان حريق لندن الشهير سنة 1966 في ذلك الوقت كان للندن طابعٌ معينٌ في العمارة حيث غلبت عليها البيوت والأبنية الخشبية واتسمت شوارعها بالضيق وتلاصق الأبنية وتشعب الحارات، وكان سبب الحريق بسيطًا جدًا وهو اشتعال أحد المخابز بالنار وهو أمرٌ يمكن اليوم التحكم فيه خلال دقائق لكن في مكانٍ كلندن القديمة لم يكن ذلك ممكنًا، فالنيران التهمت الخشب بجشع مستغلةً التلاصق وضيق الشوارع للانتشار بسرعةٍ جهنميةٍ من بيتٍ لآخر ومن حارةٍ لأخرى حتى صارت لندن تضيء الليل بنيرانها، لم يفلح الأهالي في إطفاء النيران وإنقاذ بيوتهم بل لم يستطيعوا في الواقع أن ينقذوا إلا أنفسهم والخفيف من متاعهم والاحتماء بالنهر حتى خبت النيران تدريجيًا وانطفأت، صحيحٌ أن الحادث لم يتسبب في عددٍ كبيرٍ من الضحايا إلا أنه ترك الآلاف مشردين بلا مأوى ولا متاعٍ ولا ملاذ، أُعيد بناء لندن وتعلمت لندن الجديدة من أخطاء سابقتها القديمة في العمارة والشوارع وتجنبت مساوئها وبنيت المدينة بأروع وأفضل مما كانت من قبل يومًا.

غسيل مخٍ فانتحار

إن من أسوأ الكوارث التي قد تواجه الإنسان هو السيطرة عليه من قبل إنسانٍ آخر ومحاولة اقتياده وجره نحو طريقٍ مجهولٍ لا يعرف عنه شيئًا لكنه يتبع من وضع ثقته فيه والذي يكون قد لا يستحق الثقة، ومن أخطر القضايا التي تمر على البشرية من بدايتها هي قضية الجماعات والتوجهات التي يدخل فيها الأفراد ويختارون جهةً ورأيًا ثم يؤمنون أكثر بما اختاروه ويتمسكون به ثم يدخلون في مرحلة التعصب فيصبح كل من هو خارج قطيعهم أعمى، بهذه الطريقة التي ينقاد لها الناس كوّن جيمس جونز جماعته وبنى صرحه من الجنون واقتاد أكبر عمليةٍ انتحارية شهدها العالم، بدأ طريقه ودعوته بعرض أفكاره التي ادّعى فيها إيمانه بالعدل والمساواة واختفاء التمييز والعنصرية والقضاء على الطبقية في المجتمع في ظل الديانة المسيحية، يبدو ذلك جيدًا لكن الحقيقة غير ذلك.

بدأ طريقه وجماعته بتلك الطريقة وتوافد عليه الأتباع والمتضامنون ثم بدأت جماعته باتخاذ جانبٍ متحيزٍ خاصٍ بها له معتقداته وآراؤه المتطرفة الخاصة، وكان يضع كل ذلك التعصب والتطرف تحت راية الدين والمسيحية وبدأ مع الوقت بجمع التبرعات باسم الجمعية وإضافتها إلى رصيده الخاص حتى يُقال أن رصيده وصل لملايين مختلفة من التبرعات وجمع المال من هنا وهناك بطرقٍ مختلفة، وكان إيمان أتباعه به غريبًا ما دل على قدرته على غسيل عقولهم وإقناعهم بالوهم حيث آمنوا بقدراته الخارقة على العلاج والشفاء والمعجزات، ويرجع سبب حادثة الانتحار إلى أن جيمس وبعض أتباعه تسببوا في مقتل أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي وأغلب من كانوا معه في وفدٍ جاء إليهم يحاول إفاقة أتباع جيمس ومحاربة تطرف جماعته، فما كان من جيمس بعد ذلك إلا أن جمع أتباعه في أحد الحدائق الكبرى وأخذ يحدثهم عن الموت وشرفه وشرف الانتحار ثم جعلهم يتناولون السم مع العصير سعداء بانتظار الموت بينما فجر هو رأسه بمسدسه، يُقال أن عدد المنتحرين في ذلك اليوم بلغ الألف منتحر في رقمٍ انتحاريٍّ لم يشهده التاريخ ثانيةً.

الأوبئة

كان للأوبئة نصيبها في التاريخ البشري وأخذت كفايتها من الكوارث التي حدثت لبعض الأماكن حول العالم على مر التاريخ، فتأخر الطب في بعض الأزمنة كان سببًا لهلاك الآلاف ضحية أحد الأمراض التي ظهرت فجأةً من العدم لتصيب الجميع، وكانت تلك الأمراض خاصةً في عصور الجهل تأخذ من الأهالي طابعًا خرافيًا كالمس والجن والشياطين والسحر والشعوذة ما ابتعد بهم عن الطب الذي كان في بعض الأحيان عاجزًا عن الخروج بعلاجٍ للناس وهو ما زاد الأمر سوءًا، انتهت الحرب العالمية الأولى ليشهد حطام الدول المتحاربة حربًا أخرى مع وباء الإنفلونزا القاتلة أو ما أسموه بطاعون الرئة، كانت أسبانيا أول الدول التي تعلن رسميًا إصابتها بذلك المرض لكنها لم تكن الوحيدة فتلتها الولايات المتحدة ثم الصين! إنه لمن العجب أن تصاب كل تلك الأماكن المتباعدة عن بعضها معًا لكن كانت تلك الحقيقة.

بداية المرض الحقيقية وموطنه كانت مجهولة فبعضهم رجح أسبانيا لأنها كانت أول المعلنين وبعضهم رجح الولايات المتحدة لكن النتيجة ظلت واحدة، كان الجنود أثناء الحرب قد أصيبوا بالمرض وعادوا بعد ذلك إلى بلادهم ومواطنهم الأصلية لينقلوا المرض لسكانه وبهذا اشتعلت الأمريكتان وآسيا وأوروبا بالمرض في كل دولها، أخذ الناس يتساقطون في الشوارع وخرجت قوانينٌ عجيبة كمنع العطس والسعال علنًا ولو حدث ذلك سيتكلف المريض غرامة، ولم يجد الطب في يده حيلةً وعجز عن إيجاد الدواء وبدأ كل شخصٍ محاولة مداواة نفسه وأهله بطريقته البدائية الخاصة، ما يجعل الأمر خطيرًا وكارثيًا هو أن ذلك المرض راح ضحيته ما قارب العشرين مليون شخصٍ أي زاد عدد ضحاياه عن عدد ضحايا الحرب العالمية الأولى نفسها.

الإيدز

مرضٌ آخر هدد حياة حامليه ولم يجد له الطب علاجًا حتى اليوم، قد ينظر إليه البعض بعين الاستصغار مقارنةً بأهوال مرض السرطان مثلًا وإن كنا على وشك إضافة الإيدز لهذه القائمة فلماذا لم نضف السرطان قبله؟ ربما لأن السرطان لا ينتقل بالعدوى فينتشر بين الناس كالنار في الهشيم! لا ندري حقًا بدايته لكن روايات البداية لهذا المرض كانت القرد الأخضر، إحدى فصائل القرود في وسط أفريقيا والتي وُجدت حاملةً أجسامًا مناعيةً مضادةً ضد فيروس الإيدز، ثم يُقال أن الفيروس كمرحلةٍ من دورة حياته انتقل إلى الإنسان ربما عبر عضة لسنا ندري حقًا، لكنه بدأ بالانتشار في وسط أفريقيا ثم منها إلى جزر الهايتي وكانت مكانًا شهيرًا بالانحراف والشذوذ وممارسة كل أنواع الانحلال بحرية وبلا قيود، لذلك قصدها الكثيرون خاصةً الشواذ والذين كان لهم النصيب الأكبر في الإصابة بذلك الفيروس ونقله، من ضمنهم كان أميركيون وهم الذين حملوا العدوى بالفيروس ونقلوه للولايات المتحدة الأمريكية لتبدأ المأساة بعد ذلك وتئن القارة الأمريكية من تبعات الفيروس الغادر الذي حُمل إليها.

بدأ الفيروس من إفريقيا لهايتي للولايات المتحدة ومنها إلى العالم كله أجمع، وتمثل جزءٌ من الكارثة في كون فترة حضانة الإيدز تمتد من بضعة أشهرٍ لما قد يقارب العشر سنوات، الأمر الذي جعل الكثيرين من حاملي الفيروس يبدون أصحاء بدون أعراض ولا يعرفون أنهم مصابون، ما ساعد على نقل الفيروس لعددٍ أكبر وأكبر، الإيدز هو مرض نقص المناعة المكتسبة ويبدو اسمه دالًا على فظائعه فهو يهاجم جهاز مناعة المصاب به ويهدمها ببطء حتى يدع الشخص عاريًا تمامًا من الحماية وهو ما يجعله معرضًا للإصابة بكل أنواع الميكروبات، حتى الحميدة منها والتي توجد في أجسامنا وعلى سطح جلودنا بصورةٍ مسالمة فهي تصبح شرسةً وممرضةً للشخص المنهار مناعيًا، ثم تبدأ الأعراض في الظهور عليه تباعًا ويضعف جسمه مع الوقت حتى ينتهي بالموت، أكثر ما ساعد على انتشار المرض كان الشذوذ الجنسي والانحلال الأخلاقي، نافسهم على منصبهم المدمنون على المخدرات لاستخدامهم الحقن والإبر والملوثة التي نقلت إليهم الفيروس مع المصابين بالأمراض التي يحتاج فيها المريض إلى نقل الدم، انتشر المرض عبر العالم وقدر عدد المصابين به بالملايين وبدأ الناس يتساقطون ويوميًا يتم اكتشاف أكثر من مائتي حالة مصابة به، ورغم انخفاض العدد يومنا هذا لأخذ احتياطات السلامة وكل المحاولات الطبية للحد من انتشار ذلك المرض ما زلنا لم نجد له علاجًا جذريًا.

الهولوكوست

واحدةٌ من بشائع النازية وحركات الإبادة الجماعية التي قامت بها، وأيضًا وسيلةٌ من وسائل ابتزاز اليهود للعالم واستنزافه واجترار عطفه للحصول على مآربهم، برغم أن الهولوكوست كما سنعرف لم يكن اليهود المقصودين الأوحدين به أبدًا إلا أنهم كانوا الجهة الخبيثة الوحيدة القادرة على قلب الطاولة واستغلال الأحداث وتهويلها لصالحها للتحايل على العالم والوصول إلى ما يريدون، بدأت قصة الهولوكوست بهتلر مجنون ألمانيا النازية وقائدها إلى المجد المرعب فالهلاك والعدم خلال عقدٍ من الزمن فحسب، كان هتلر مريضًا بالكبر والغرور والخيلاء ومجنونًا، لكنه أكثر من ذلك كان مريضًا بالعنصرية.

منذ بداية وعي هتلر على ما حوله من أحداث ودخوله عالم السياسة بدأت الفكرة تنشأ وتتكون في داخله بذرةً صغيرةً في البداية ثم تشعبت وتفرعت وتأصلت جذورها حتى اليوم الذي أُعلنت فيه الإبادة وبدأ الهولوكوست بتنفيذ أحلام هتلر، كانت فكرته في البداية هي معاداة الشيوعيين واليهود ورأى أن العالم لن ينهض ولن يتقدم قيد أنملةٍ بدون القضاء على هذين الاثنين قضاءً تمامًا وتخليص العالم منهما، ثم بدأت الفكرة بالتبلور أكثر بداخله فكان الكل يسقط والجنس الآري يعلو في نظره حتى صار يرى نفسه وبني جنسه هم قادة العالم ومستحقيه والجنس الوحيد النقي الراقي الذي يستحق السيادة.

كان هوس هتلر بالنقاء الآري وبحثه عن الكمال والمثالية فيه يتزايد يومًا بعد يوم ويحكم أفكاره وعقله وقراراته أكثر فأكثر، ولكنه لم يكن وحده في ذلك فكان قادة الحزب النازي ورجال هتلر ومساعديه وأقرب الأقرباء له يحملون نفس الأفكار والتعصب والإيمان والشموخ والغرور، لم يتعرض اليهود وحدهم لتلك المأساة وإنما صاحبهم الشيوعيون ثم تصاعد الهوس ليمس أبناء الجنس الآري نفسهم ممن رآهم هتلر عارًا على الجنس الآري ومفسدين لنسله كالشواذ والغجر والمشوهين والمعاقين والمرضى أمراضًا دائمة أو خطيرة وكل من رآه هتلر ليس إنسانًا نموذجيًا ليصبح نسله خلفًا لسادة الأرض.

بدأ هتلر مع اليهود في تهميشهم وتهجيرهم وذلهم وإهانتهم والفصل بينهم وبين الألمانيين وصنع أماكن إقامة خاصة بهم وأعطى لرجاله كامل الحق والصلاحيات في التعامل معه كأنهم جرذان، وتم تجويعهم وتشريدهم واستخدامهم في الأعمال الشاقة حتى الموت، وكان قتلهم بشكلٍ عشوائيٍّ أو فرديٍّ أمرًا غير مهمٍ ولا يحتسب فكل ألماني بدا وأن له الحق في التخلص من أي يهوديٍّ أزعجه، وكان لهم من المعسكرات ما سمي بمعسكرات الإبادة والتي انتشرت عبر أنحاء أوروبا كلها في كل الأماكن التي دخلتها وافتتحتها الحركة النازية وسيطرت عليها، وكان هدف هتلر هو القضاء على كل هؤلاء الذي عاداهم ومحوهم تمامًا من أوروبا والذي صادف أن أوروبا في ذلك الوقت كانت تنطوي على ثلثي يهود العالم أجمع، في معسكرات الاعتقال وهو ما يعنيه الهولوكوست يومنا هذا حدثت تلك الأهوال التي راح ضحيتها بحسب محاكمات نورمبرج ما يقارب الستة ملايين يهودي.

كل اليهود الذين قضوا نحبهم لم يكونوا الملايين الوحيدة ضحية جنون النازية فهناك ملايينٌ أخرى من كل الأصناف التي أرادوا إبادتها، كان يتم تعذيبهم وترهيبهم ووجد الأطباء الألمان الحرية التامة في استعمال المعتقلين كفئران تجارب لتجاربهم الرهيبة التي راح الآلاف ضحيتها، كان يتم إعدام الكثيرين منهم بالرصاص وأحيانًا بغرف الغاز لتسميمهم وخنقهم ثم اشتهر الهولوكوست بأفرانه التي أُحرقت فيها ملايين الجثث.
كانت تلك الفظائع ذريعةً تذرع بها اليهود أولًا للهجرة إلى فلسطين واستيطانها ثم استخدموا ورقة الهولوكوست التي لا تبدو أنها تحترق من جعبتهم أبدًا للضغط على العالم للتغاضي على فظائعهم التي مارسوها في حق العرب لاغتصاب أراضيهم منهم، ومال اليهود للتهويل والمبالغة في كل ما يتعلق بالهولوكوست ابتزازًا للعالم واستنزافًا لأموال الغرب بخاصةٍ ألمانيا بعد انهيار الرايخ الثالث وسقوط النازية كتعويضٍ عن الفظائع التي حدثت لهم، وما زال اليهود حتى اليوم يستخدمون تلك الورقة كلما ضاق عليهم الخناق فيصنعون من الهولوكوست الذي طالهم وطال غيرهم حائط مبكى آخر يذرفون دموع التماسيح عنده لينالوا شفقة ودعم الآخرين.

الكوارث لا تنتهي
ليست تلك أول ولا آخر الكوارث التي مر بها العالم وشهدها منذ بدايته، وذكرها هنا لم يكن من باب الحصر وإنما لضرب المثل فحسب، الواقع أن العالم ما زال حتى يومنا هذا متخمًا بالمصائب والكوارث التي تحدث كل يوم والتاريخ يسجلها، إن العالم يبدو أحيانًا في طريقه للهاوية لكنه في الحقيقة دائمًا ما ينهض ليستجمع شتاته بعد السقطة.

مواضيع:


الأخبار الأخيرة