الراعي يوضح سبب قطع التواصل مع "حزب الله" ويحمل عون والحريري مسؤولية تردي الأوضاع في لبنان

  18 فبراير 2021    قرأ 612
الراعي يوضح سبب قطع التواصل مع "حزب الله" ويحمل عون والحريري مسؤولية تردي الأوضاع في لبنان

قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، اليوم الخميس، إن التواصل مقطوع مع "حزب الله" منذ زيارته القدس، محملا الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري مسؤولية تأخير تأليف الحكومة وتردّي الأوضاع، مشيرا إلى أن الحل الوحيد هو الحياد.

وقال الراعي في حديثة لصحيفة "النهار" اللبنانية: "المصارف تراجعت وأموال الناس طارت، نصف شعبنا صار فقيرا، البلد مريض، ونحن بلد عضو مؤسس وفاعل وملتزم بمواثيق الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية، فهل يترك يموت".

وأضاف: "مشكلتنا تكمن في عدم قدرتنا على الحوار وليس لدينا ثقة ببعضنا البعض، ولم نعد نجلس على طاولة واحدة، والجميع في متاريسهم وكلٌّ يغنّي على ليلاه، المحيطون بالمسؤول الذين يصفقون له يوهمونه أنهم كل لبنان، ومن هنا جاءت الدعوة كي نقرّ نحن كلبنانيين أن بلدنا مريض، وبأننا غير قادرين على معالجته. هل هناك أهمّ من الأمم المتحدة؟ نحن لم نطالب بجيوش، ولا طالبنا بدولة تحتلنا. "القبضاي" يقدر يجمع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف كي يتفاهما على تركيب الحكومة."
وتابع: " "القبضاي" يقدر يجمع اللبنانيين على رأي واحد لحماية الدولة. إذاً لبنان مريض وعلينا تشخيص مرضه، كي نقول للأمم المتحدة ساعدونا، ليس من العيب أن نقول ذلك لأنها الحقيقة".

وأضاف الراعي: "ألم يكن اتفاق الطائف تدويلا، ولقاء الدوحة، وقبل ذلك مؤتمرات جنيف ولوزان... أليست التحقيقات التي جرت في تفجير المرفأ، والمحكمة الدولية تدويلا أيضا. ماذا يرفضون اذاً؟".

كما أكد البطريرك الماروني أنّ "المبادرة الفرنسية ما زالت في بدايتها ولم تتراجع ونحن نتابعها مع كل السفراء الذين نلتقيهم، والطريق طويلة"، مشيراً في رده على سؤال إن حدد الفرنسيون أين تكمن عقدة تشكيل الحكومة؟، قال الراعي: "لا أحب أن أسأل الأجنبي ولو كان صديقي، عن رأيه بالحل في لبنان. عليّ أنا أن أحدد ما هو الحل في لبنان، وأقول له إذا كان بإمكانه أن يساعدني، أنا لم أسال الفرنسي أو غيره عما هو الحل في لبنان".

وعن دور للفاتيكان في مبادرته، قال الراعي: "طرحت الموضوع على البابا في لقاءنا الأخير في تشرين الثاني المنصرم، وأنا أقدّم دوماً أوراقاً مكتوبة، وطلبت من الكرسي الرسولي أن يعمل معنا على هذا الموضوع، والذي قاله في خطابه مع سفراء الدول ينطلق من هذه الورقة عندما دعا إلى عمل دولي في لبنان كي يخرج لبنان من المأزق الموجود فيه، ويهمّ الفاتيكان أن يستمر التعايش المسيحي الاسلامي. الفاتيكان سمعنا ويدرس الاقتراح ومن ثم يبادر".

 وعن علاقته بالرئاسة قال الراعي: "نحن نحترم رئيس الجمهورية لأنه رئيسنا، ولم يزر أحد أكثر مني القصر الجمهوري في الأوقات الضرورية".

وعن حزب الله قال الراعي: " التواصل مقطوع مع "حزب الله" منذ زيارتنا إلى القدس، ولم يحصل أي تواصل مباشر منذ فترة طويلة، والتواصل الذي كان قائماً من خلال اللجنة التي أحييتها متوقف، لكن أرفض الرد من خلال الإعلام، أفضّل أن نلتقي ونبحث الأمور وأتمنى أن ألتقي معهم ونبحث موضوع الحياد والدعوة إلى مؤتمر دولي من أجل لبنان، أتمنى أن نجلس على طاولة حوار معهم."
 وتابع الراعي رداً على سؤال إن كانت أبواب بكركي مفتوحة أمام "حزب الله": " ليست مفتوحة فقط، إنما أتمنى أن يحصل التواصل لخير لبنان، ونحن أحرار وليس لدينا أي ارتباط، وبإمكاننا أن نتحدث في كل شيء ومع كل الناس، وليس للكنيسة أية حسابات".

وعن ملف انفجار المرفأ، قال الراعي: "هل من المعقول أن يقوم محقق واحد بمعالجة موضوع بهذا الحجم بمفرده؟ هل بإمكانه معرفة من جاء بالباخرة ومن أوقفها والتفاصيل الباقية؟ وعندما طلب الاستماع إلى بعض المسؤولين قامت الدنيا عليه، وبهذه الطريقة لن تحل القضية. نحن طالبنا منذ البداية بتحقيق دولي، والقاضي صوان نحترمه ونقدّر جهوده لكن لا يمكنه أن يقوم بذلك وحده".

وتابع الراعي: "في موضوع البنوك ألبسوني مقولة أن "حاكم مصرف لبنان خط أحمر"، وهذا الخط لم أستعمله يوماً، علماً أنني قلت من قصر بعبدا إن التدقيق الجنائي يجب أن يبدأ من مصرف لبنان ولا يقتصر عليه. أنا قلت أن يدققوا ويحاسبوا الجميع بعدالة. يجب أن يعلم المودعون أين ذهبت أموالهم. أحمّل المسؤولية لعون والحريري عن كل وقت ضائع يزيد من حجم الخراب المالي والاقتصادي والمصرفي".

كما أكد الراعي أن "لا خلاص للبنان من دون الحياد، فهو الباب الذي يدخلنا إلى الحلّ، لبنان أُسس على الحياد حتى العام 1969 حين سمح اتفاق القاهرة للفلسطينيين بمهاجمة إسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية وبدأت الحرب اللبنانية، وعاش لبنان الازدهار حتى الستينيات لأنه كان بلداً حيادياً. لبنان حيادي بطبيعته لأنه فصل الدين عن الدولة وهو بلد تعددي، وبلد الانفتاح والاقتصاد الحر، وسياسة لبنان الخارجية حتى الثمانينات كانت تستند على فكرة عدم الانحياز وعلى اتفاق الهدنة ولا شرق ولا غرب".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة