يقدم AzVision ذلك المقال:
"في محطة مهمة وبدعوة من رئاسة جمهورية أذربيجان ووزارة الخارجية تحركنا من الكويت الى باكو في رحلة اعلامية تعرفنا فيها الكثير عن مجتمع عانى كثيراً ورغم جراحه نجح في الصمود والانتصار
شاركنا بتاريخ 26 فبراير 2021 في مؤتمر صحفي عالمي عقده السيد الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان ضم ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية بهدف نقل حقائق ومعلومات متعلقة بأذربيجان ومجزرة خوجالي المعروفة وما يتعلق بآخر المستجدات في المنطقة.
المؤتمر الذي استغرق اكثر من اربع ساعات اجاب خلاله الرئيس الأذربيجاني على أكثر من 50 سؤالا طرحها اكثر من 35 اعلامياً.
الرئيس الهام علييف تحدث عن المجزرة والإبادة الجماعية التي إرتكبتها قوات الإحتلال الارمني بدعم من الجيش السوفييتي السابق بحق المدنيين العزل في مدينة خوجالي في 26 فبراير عام 1992م واسفرت عن مقتل 613 مواطن أذربيجاني، بينهم 106 إمرأة و70 عجوزاً و63 طفلا، ناهيك عن أسر 1275 شخص وإصابة 487 شخصا وفقدان 150 شخصا، بينهم 68 إمرأة و26 طفلا لا يزال مصيرهم مجهولا، بالإضافة الى حرمان 130 طفلا من أحد أبويهم و25 طفلا من كلا أبويهم.
وأشار الرئيس الهام علييف الى ان ارمينيا كانت تسعى الى كسر شوكة الشعب الأذربيجاني من خلال الإبادة الجماعية التى ارتكبتها في بلدة خوجالي، وخص بالذكر سحق القوات الوطنية الأذربيجانية جيش أرمينيا خلال حرب قره باغ الثانية التى استمرت 44 يوماً والتى انتهت بتحرير اراضيها التاريخية من الإحتلال مما يأتى بمعنى انتقام لضحايا مذبحة خوجالي.
واكد فخامة الرئيس عن تبني مؤسسات تشريعية من 17 دولة وكذلك 23 ولاية أمريكية قرارات ووثائق تستنكر القتل الجماعي للمدنيين العزل في خوجالي واعتبرته جريمة ضد البشرية، كما اصدرت منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لمنظمة الدول الناطقة بالتركية قرارات وبيانات تستنكر بصورة قاطعة مذبحة خوجالي.
واثناء الزيارة الى مدينة آغدام المحررة حديثاً شهد الإعلاميون العرب مشاهد دمار منقطعة النظير وتألموا كثيرأ بسبب هدم المساجد والتطاول عليها واستخدامها كحظيرة للخنازير والمواشي.
واضاف الرئيس الأذربيجاني بدوره رداً على سؤال الإعلاميين عن تدمير المساجد والأضرحة والمقابر والآثار الثقافية الإسلامية في المناطق الأذربيجانية المحررة : “مشاهد الدمار في مدينة آغدام مؤلمة جداً لنا جميعاً. فيجب ان يطلع عليها المجتمع الدولي بأسره، ويشكل استخدام مسجد آغدام كحظيرة للخنازير والمواشي اهانة واحتقاراً للعالم الإسلامي جميعاً، وهؤلاء الذين تبادروا الى هذه الإهانات يسعون الى ايجاد موطيء قدم لهم في الساحة السياسية في أرمينيا. كما ان هناك صور فوتوغرافية استعراضية للرئيس الأرمني الأسبق كوجريان امام مسجد آغدام المخرب الذي خلف المعتدون الأرمن كلمات نابية وبذيئة على جدرانه.
هؤلاء ارتكبوا هذه الجرائم الفظيعة ولقد سبق لي اكثر من مرة ان اؤكد في الفعاليات المختلفة ولاسيما في مؤتمرات القمة لمنظمة التعاون الإسلامي وفي الفعاليات الدولية الأخرى على ان مرتكبي هذه الجرائم والمتجاسرين على ابتذال واهانة المقدسات الإسلامية لا يمكنهم كسب صداقة الدول الإسلامية .”
وردًا على سؤال حول اي دور ملموس قد تلعبه المنظمات الدولية والبلدان الإسلامية في شأن اعادة اعمار الآثار الثقافية في الأراضي المحررة قال الرئيس الأذربيجاني ،،، إننا تلقينا مقترحات تقدم بها مندوبون من البلدان الإسلامية في صدد هذه المسئلة. كما ذكرتم انتم ، لقد قام مؤخراً وفد من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة بزيارة أذربيجان حيث تفقد مسجد آغدام ، وبعد ذلك اثناء اللقاء مع الأمين العام للمنظمة تم طرح مقترح انها قد تقوم بدورها في شأن اعادة اعمار آثارنا التاريخية ، ونحن نرحب بهذه المبادرة. كما نتطلع الى مبادرات من ممثلي البلدان الإسلامية الأخرى، لذلك يجب ان نحول اعمال اعادة الإعمار هذه الى احتفال بالتضامن الإسلامي. لأن أذربيجان تتبع سياسة مطردة ومستدامة في مجال تعزيز التضامن الإسلامي. لقد اكسبت الفعاليات المنظمة عن طريق منظمة التعاون الإسلامي وكذلك موقفنا البناء ازاء المسائل الهامة سمعة طيبة لنا في العالم الإسلامي، ونحن بأمس حاجة الى وحدة وتضامن بين جميع البلدان الأسلامية.
تم تنظيم الكثير من الفعاليات في اذربيجان في الذكرى السنوية التاسع والعشرين لمجزرة خوجالي. كما تم تنظيم زيارة لممثلي الإعلام الأجنبي للأراضي الاذربيجانية المحررة من الإحتلال بهدف تغطية هذه الفعاليات. ولقد شهدنا بأم عيوننا مشاهد الدمار هذه وآثار الجرائم منقطعة النظير المرتكبة فيها. يمكن مقارنة تلك الأراضي بمدينتي هيروشيما وناغاساكي اليابانيتين. كما اتضح لنا خلال هذه الرحلة ان ما لحظناه من مشاهد الدمار والهدم والسلب اكثر بكثير مما قامت به القوات العسكرية العراقية في عهد الرئيس العراقي المقبور صدام حسين بعد غزوه لبلدي الكويت من اعمال النهب والسلب.
لقد نجحت أذربيجان خلال الحرب التي استمر 44 يوماً في حل جزء كبير من المسائل ذات الصلة بقره باغ الجبلية بعد تخليص أراضي الوطن من وطأة القوات الأرمنية المحتلة.
جدير بالذكر ان الأراضي التي استردتها أذربيجان اول الأراضي المحررة من اجمالي الأراضي الإسلامية المحتلة من قبل القوات الأجنبية المحتلة منذ 100 سنة .
وفي النهاية ان هذه الرحلة كانت فرصة لي وللوفد الإعلامي الكويتي في التعرف على حقائق مهمة ومعاينة اثار جرائم ستظل محفورة في تاريخ الانسانية كما انها قصة شعب يستحق الاحترام والتقدير ،، تحية لاذربيجان حكومة وشعباً."
مواضيع: