وكان الهجوم يستهدف ساحة لتحزين النفط في رأس تنورة، التي تضم مصفاة وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم، ومجمع سكني في الظهران تستخدمه شركة أرامكو السعودية العملاقة المملوكة للدولة.
وقالت الرياض هذه المرة، إنها أحبطت الهجوم دون وقوع خسائر في الممتلكات، في نجاح لم تحققه سابقا حين أصابت ضربة في سبتمبر/أيلول 2019 منشآتي نفط رئيسيتين بصاروخ كروز وطائرات مسيرة.
وفي رأي خبراء عسكريين، يرجع ذلك في جانب منه إلى الاستعداد الأفضل. لكن المملكة لا تزال أكثر عرضة لهجمات بالطائرات المسيرة وصواريخ كروز المنخفضة الارتفاع من تلك التي تشنها الصواريخ الباليستية عالية الارتفاع والتي تمكنت من إسقاطها هذا الأسبوع، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".
وقال جيريمي بيني، محرر الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلة "جينز ديفينس" الأسبوعية: "يعمل السعوديون بجد فيما يبدو لسد الثغرات من خلال أمور منها نشر (صواريخ) باتريوت في رأس تنورة، ويؤتي ذلك أُكله الآن على ما يبدو"، وذلك في إشارة إلى منظومة صواريخ أمريكية سطح/جو.
وأضاف بيني، أن التعزيزات العسكرية الأمريكية في قاعدة الأمير سلطان الجوية بعد 2019 ساعدت على إتاحة نقل الأصول السعودية لأماكن أخرى، كما وفرت فرنسا وبريطانيا رادارات للمساعدة في رصد التهديدات التي تحلق على ارتفاع منخفض مثل الطائرات المسيرة.
ومنظومة باتريوت مصممة بالأساس لاعتراض هجمات الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية، والتي كثيرا ما اضطرت المملكة لمواجهتها منذ التدخل على رأس تحالف في اليمن قبل ست سنوات.
لكن الخبراء قالوا إن السعودية لا تزال عرضة للهجمات بسبب حجمها وتطور التهديدات والخطأ البشري، وربما لا يرصد الرادار الأرضي صواريخ كروز والطائرات المسيرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، وهي أهداف أصغر كثيرا.
واعتراض الطائرات المسيرة بصواريخ باتريوت مكلف للغاية كذلك، إذ تبلغ كلفة كل صاروخ نحو ثلاثة ملايين دولار.
وقال دوغلاس باري، الباحث الكبير في مجال الطيران العسكري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "السعوديون ليسوا مجهزين تجهيزا سيئا".
وأضاف: "هناك مجموعة من الأشياء يمكن استخدامها لاعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية... استخدموها بنجاح وهم يتحسنون في ذلك، لكن لن تكون ناجحة مئة في المئة على الإطلاق".
وقالت حليمة كروفت، رئيسة استراتيجية السلع الأساسية العالمية في "آر.بي.سي كابيتال ماركت"، في مذكرة بحثية، إن الهجمات لم تفض إلى أي انقطاع في إنتاج النفط، لكنها أكدت على "مدى خطورة البيئة الأمنية في المنطقة بعد 18 شهرا تقريبا من ضربات 14 سبتمبر 2019".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العميد الركن تركي المالكي لتلفزيون العربية، يوم الاثنين، إن المملكة قادرة على حماية منشآتها الاقتصادية.
وأضاف "للسعودية قوة ردع كبيرة ضد أي تهديد مهما كان مصدره".
مواضيع: