كاراباج

وقال العنزي إن: "المناورات العسكرية بين السعودية واليونان، تأتي في ظل التقارب بين الدولتين، والذي جاء بعد السياسة التي انتهجتها تركيا خلال الخمس سنوات عبر تدخلها في الإقليم العربي، وتقاربها مع دول تتعارض مع مصالح المملكة العربية السعودية".

وأكد أنه من الطبيعي أن يكون هناك تنوع في العلاقات الدولية للرياض، خاصة فيما يتعلق بإقليم الشرق الأوسط "الذي يعج بالاضطرابات والأزمات، وهو ما يفسر سعيها للتحالف اليوناني، لما يمثله موقع أثينا القريب جدًا من أنقرة".

وأكد العنزي أن "هناك تعاونًا مشتركًا بين السعودية واليونان، حيث حققت زيارة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، للمملكة تقاربًا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وهو ما يدعم فكرة المناورات المشتركة من أجل تدعيم هذا التعاون".

وشدد الباحث السعودي على أن "هذه التحركات تضغط على تركيا لوقف سياساتها في البحر المتوسط، وتدخلها في الإقليم العربي".

وأضاف أن "التقارب والتعاون بين الرياض وأثينا طبيعي في ظل التقاء مصالحهما في مواجهة تركيا".

واعتبر أن أنقرة "اعتمدت في الفترة الأخيرة على سياستها الأحادية التي ظهرت أثناء ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا، والاتفاقيات الموقعة مع قطر، وتواجدها العسكري في ليبيا والعرق وسوريا، ودعمها لبعض الأحزاب الإخوانية في تونس، وغيرها من التدخلات بشؤون الدول العربية".

وأكد العنزي على ضرورة أن تشكل السعودية "تكتلًا لمواجهة التحركات التركية، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، ودعمها لبعض التيارات الفكرية التي تمثل مصادر تهديد للأمن القومي العربي، وهو ما يؤمن حماية المصالح الحيوية للمملكة بالتعاون المشترك مع الدول التي تتوافق وسياسية السعودية".

وأعرب الخبير السعودي عن تفاؤله بشأن "مساهمة التحالف السعودي اليوناني المصري الفرنسي في إعادة تركيا لحساباتها في المنطقة، والنظر لمشاكلها الداخلية، ووقف تواجدها في الدول العربية"ن معتبر أن "تدخلاتها تشكل تداعيات قوية على الاستقرار الاجتماعي والأمني والسياسي لهذه الدول".

وقررت السعودية إرسال 6 مقاتلات تابعة لسلاح الجو السعودي من طراز "إف - 15" إلى قاعدة سودا اليونانية في جزيرة كريت. وستجري السعودية مناورات مع مقاتلات "إف - 16" و"ميراج" التابعة لسلاح الجو اليوناني.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، علّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المناورات العسكرية المشتركة بين المملكة العربية السعودية واليونان.

وقال أردوغان في تصريحات للصحفيين،: "سنبحث هذا الموضوع مع السلطات السعودية"، وسبق ذلك تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ألمح فيها إلى سعي بلاده لتحسين العلاقات مع الرياض.

وتابع: "بالنسبة للمملكة العربية السعودية وخوضها في مناورات مشتركة مع اليونان، تأسفنا وحزنّا لأن لا يليق هذه المناورات بمشاركة المملكة العربية السعودية، لا يجب على هذه العلاقات أن تكون، وكنا نفكر بعدم وجودها أصلا".

وهذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها دولة خليجية في مناورات مشتركة مع أثينا، حيث سبق وشاركت الإمارات في تدريبات استمرت لمدة أسبوعين في قاعدة "سودا" العسكرية في جزيرة كريت اليونانية، نهاية أغسطس/آب الماضي، وذلك في ظل التوترات بين تركيا واليونان بسبب سفينة التنقيب التركية "أوروتش ريس" شرقي البحر المتوسط.

مواضيع: