لماذا أخفق التحالف في إعادة الشرعية إلى اليمن طوال 6 سنوات؟ 

  28 ‏مارس 2021    قرأ 754
لماذا أخفق التحالف في إعادة الشرعية إلى اليمن طوال 6 سنوات؟ 

دخلت الحرب اليمنية عامها السابع دون أن تكون هناك ملامح لخاسر أو منتصر، أو أن تظهر ملامح نهاية تلك الحرب.

يرى مراقبون أن هناك تداخلات وتعقيدات كبيرة إقليمية ودولية ومحلية أيضا، حيث أن بعض الأطراف لا تريد نهاية لتلك الحرب لأنها تخدم مصالحها في ملفات أخرى، ولو كانت الشرعية تريد حسم تلك الأزمة لحسمت في أسابيعها الأولى، ولم تكن تحتاج إلى كل تلك السنوات، والمبادرة التي طرحتها السعودية مؤخرا تحمل الكثير من الأوجه، فقد تكون صادقة أو أنها مجرد رسائل للعالم... فما الذي تغير طوال السنوات الست الماضية، وهل حقق التحالف أهدافه؟

يرى رئيس مركز جهود للدراسات باليمن الدكتور عبد الستار الشميري، أن الحرب في اليمن لم تفشل، ولكنها أخفقت إلى حد ما في إتمام المهمة، التي قامت من أجلها عاصفة الحزم منذ 7 سنوات، لأننا بالفعل دخلنا في العام السابع، لكنها بالمقابل حققت بعض الأهداف.

أخفقت ولم تفشل

وأكمل الشميري حديثه لـ"سبوتنيك"، "من بين الأهداف التي حققتها الحرب ضد الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي (أنصار الله)، بعد انقلابها على الدولة والاستيلاء على السلطة، فما حققته الحرب هو إيقاف تمددها عن ما يقرب من 70 في المئة من الجغرافيا اليمنية، وأعني هنا الجنوب كاملا وأجزاء من الشمال على اعتبار أن الجنوب هو المساحة الجغرافية الأكبر، علاوة على ذلك حققت الحرب السيطرة على المناطق الحيوية ومنابع الثروة من نفط وغاز وغيرها، وهذه المناطق في حضرموت وشبوة ومأرب تحديدا".

وأشار إلى أن "تلك النجاحات يقابلها إخفاقات، فلا شك أن الشرعية لم تحقق إنجاز دحر المليشيات واسترداد العاصمة، كذلك لا تزال محافظة الحديدة والتي تمثل الشريان في يد الحوثيين، الأمر الذي يعني أن هناك توازن نسبي في القوى، لكن في المفهوم العام ليس معقولا أن تكون  مليشيا توازي تحالف وشرعية، هذا الأمر يعد لصالح المليشيات حتما، وعليه يمكن القول أن التحالف العربي والشرعية لم تستطيع المضي إلى النهاية لاتمام المهمة وتوقفت الأمور عند هذا الحد".

التوازن العسكري

وفي الوقت الراهن، يمكن القول أن هناك توازنا عسكريا، بحسب الشميري، مع عدم احتساب التساوي في المكتسبات بلا شك، أضف إلى ذلك أن الحاضنة الشعبية تميل لصالح الشرعية حتما عددا وعدة ونوعا، والنخبة اليمنية برمتها أحزابا ومنظمات، أما الحوثي فهو يقاتل ببعض الجوعى الذي يرهبهم، وببعض المؤدلجين مدعوما بالسلاح الإيراني، والجماعات الدينية استطاعت في فترة ما أن تقبض على الحكم كما هو الشأن في أفغانستان والصومال، وأيضا في داعش والقاعدة، لكن يختفي ذلك مع مرور الزمن، بحسب قوله

المبادرة السعودية

وحول المبادرة السعودية وتوقيتها قال الشميري، "يمكن توصيفها بأنها ذات اتجاهات ثلاثة، أولها افتراض حسن النوايا وأنها مبادرة حقيقية، أو أنها نتيجة ضغط أمريكي حقيقي، حيث كانت السعودية ملزمة أن تقدم شيء في الجانب السياسي، خاصة وأن إدارة بايدن الديمقراطية تميل إلى الحل السياسي وتغلب الجانب الإنساني على حد تعبيرها، لذلك رمت الرياض بالكرة في ملعب الحوثي وإيران لتظهر حقيقته للعالم وأنهم لا يريدون السلام، كما أن تلك المبادرة قد تمثل كرت جديد لأوربا والأمم المتحدة التي دأبت على وصف الحرب بأنها حرب يمنية -سعودية، فهى أيضا مناورة سياسية وليست مبادرة سياسية وبها شيء من التكتيك".

وحول لقاءات المبعوث الأممي بالحوثيين قال الشميري، "هناك الكثير من اللقاءات التي لا يعلن سوى عن القليل منها، ويتم جزء كبير منها في مسقط وبها شىء من الضغوط الأمريكية، وفيها في النهاية حسن النية إذا ما ذهب الحوثيين وإيران إليها، وكثيرا ما تتم لقاءات أمريكية حوثية في سلطنة عمان ولا يتم الإفصاح عنها، وواشنطن تريد الإبقاء على هذا الخيط عبر سلطنة عمان أو مباشرة، لأنها بالضرورة تستثمر القضية اليمنية لصالح الحوار مع إيران ولصالح بعض شركات السلاح الأمريكية، حيث باعت أمريكا سلاحا خلال سنوات الحرب ما لم تقم ببيعه في أي سنوات أخرى، وأعتقد أن هذا هو الجانب المخفي في علاقة واشنطن بالحوثيين".

العاصفة ضلت الطريق

وفي نفس السياق، قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، إن "الحرب اليمنية دخلت عامها السابع ولا جديد سوى المزيد من الدماء والمآسي، والجوع والانكسارات المتواصلة في جبهات ما تسمى بالشرعية اليمنية".

وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أن "تلك الحرب التي دعمها العالم أجمع، كان بالإمكان حسمها في أسابيعها الأولى،  لو أن الأشقاء في التحالف العربي وجدوا على الأرض حليفا صادقا راغبا في حسم المعركة، كما كان الحال في الجنوب اليمني الذي انتصر بفضل مقاومته الجنوبية  في 21 يوما وبأقل الخسائر بشريا وماديا".

وأردف صالح، "بعد سنوات ست لا شيء مؤكد سوى أن العاصفة ظلت طريقها بفعل الفاسدين وتجار الحروب، الذين حولوا اتجاهها من الشمال إلى الجنوب، ومن استهداف مليشيات الحوثي، إلى استهداف القوات التي انتصرت على مليشيات الحوثي".

الشرعية اليمنية

وأشار إلى أنه "في المعارك الكبيرة يحتاج النصر إلى إرادة فولاذية لقادة كبار يحملون هم وطن، ويكبرون على مطامع النفس الفاسدة الأمارة  بالسوء، ورغباتها في البقاء في مناصبها، والإثراء على حساب معاناة  ملايين المسحوقين، كما هو حال من يسميها العالم بالشرعية اليمنية".

وفي وقت سابق، دعت وزارة الخارجية الأمريكية، جماعة "أنصار الله" إلى وقف أي هجمات عسكرية جديدة داخل الأراضي اليمنية وخارجها.

 وقالت الخارجية في بيانها: "بينما يتخذ الرئيس خطوات لإنهاء الحرب في اليمن، تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق من استمرار هجمات الحوثيين ضد السعودية".

وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014، وبالمقابل تنفذ "أنصار الله" هجمات بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.

 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة