تعهد مانحون دوليون أمس الثلاثاء، بتقديم مساعدات إنسانية حجمها 6.4 مليار دولار لمساعدة السوريين الفارين من حرب أهلية تدور رحاها منذ أكثر من 10 سنوات، بينما تواجه فيه الحكومات ذات الاقتصادات الضعيفة صعوبات بسبب جائحة كوفيد-19.
وطلب المؤتمر السنوي الخامس لوقاية اللاجئين السوريين من المجاعة، طلب الحدث الذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي 4.2 مليار دولار للأشخاص داخل سوريا و5.8 مليار دولار للاجئين والدول المضيفة في الشرق الأوسط.
وجمعت الأمم المتحدة أكثر من 7 مليارات دولار في عامي 2020 و2019، لكن مسؤولي المنظمة الدولية سيواصلون الضغط من أجل المزيد من التعهدات طوال هذا العام ولديهم الوقت لذلك، إذ يتم تقسيم الأموال بين عامي 2021 و2022.
وقال جانيز ليناركيتش مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات إن "المؤسسات المالية والمانحين وافقوا أيضاً على قروض منخفضة الفائدة بقيمة 7 مليارات دولار".
ويحتاج حوالي 24 مليوناً إلى مساعدات أساسية في سوريا والمنطقة المحيطة بها، بزيادة قدرها 4 ملايين عن العام المنصرم، وهو أعلى رقم حتى الآن منذ الحملة التي شنها الرئيس السوري بشار الأسد على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في عام 2011، مما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية.
وقال مارك لوكوك مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة عبر رابط فيديو "الأمور تزداد سوءاً، مررنا بالموت والدمار والتهجير والمرض والرعب واليأس على مدى عشر سنوات"، مضيفاً أن الأمم المتحدة تنظيم أكبر خطة استجابة على الإطلاق لسوريا والمنطقة لإنقاذ آلاف الأرواح.
تعهدات دولية
وتعهدت ألمانيا بتقديم 1.738 مليار يورو (2.04 مليار دولار) وهو أكبر مبلغ تقدمه في أربع سنوات، وظل دعم الاتحاد الأوروبي، الذي يأتي من ميزانيته المشتركة بشكل منفصل عن أعضائه، ثابتاً عند 560 مليون يورو، وجاءت تعهدات أخرى على مدار اليوم، منها 100 مليون دولار من قطر وحوالي 600 مليون دولار من الولايات المتحدة.
وتعهدت بريطانيا بتقديم 205 ملايين جنيه إسترليني (281.16 مليون دولار)، إلا أن ديفيد ميليباند رئيس لجنة الإنقاذ الدولية قال إن هذا المبلغ أقل من 300 مليون إسترليني تعهدت بها بريطانيا في العام الماضي، وحث لندن على تقديم المزيد.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الإثنين إلى استمرار فتح الحدود السورية للسماح بالوصول دون عوائق وحرية تدفق المساعدات، وكرر جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الدعوة ذاتها.
وقال بوريل "إنه لأمر ضروري أن تصل المساعدة لمن هم في حاجة لها، من الأهمية بمكان أن يتم تقديم المساعدة الإنسانية لهؤلاء الأشخاص".
وانحسر القتال بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة منذ أنهى اتفاق قبل عام حملة قصف بقيادة روسيا أدت إلى نزوح ما يربو على مليون شخص، لكن الجيش السوري المدعوم من إيران يواصل استهداف مواقع المسلحين بدعم من الضربات الجوية الروسية.
وفي بيان منفصل أمس الثلاثاء، دعت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر المانحين الدوليين إلى المساعدة في إعادة بناء سوريا، لا سيما لإصلاح خدمات الصحة والمياه والكهرباء.
وحث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير القوى العالمية على التوصل إلى اتفاق سلام وإلا ستجد نفسها في مواجهة مزيد من مؤتمرات المانحين لسوريا، وقال "المسؤولية النهائية تقع على عاتق أطراف الصراع".
ويقول الاتحاد الأوروبي إنه لا يمكن البدء في عملية إعادة إعمار بمساعدة أجنبية في سوريا بدون اتفاق سلام بين الحكومة والمعارضة المسلحة.
مواضيع: