هل يتخطى الكاظمي العقبات ويعيد العراق إلى محيطه العربي بعد زيارته إلى السعودية والإمارات؟

  06 ابريل 2021    قرأ 605
هل يتخطى الكاظمي العقبات ويعيد العراق إلى محيطه العربي بعد زيارته إلى السعودية والإمارات؟

تشهد العلاقات العربية-العراقية تقاربا ملحوظا خلال الأشهر الماضية بعد سنوات من العزلة، تمثلت في زيارات الكاظمي إلى السعودية وبعدها الإمارات... فهل ينجح الكاظمي في إعادة البلاد إلى محيطها العربي بعيدا عن القيود المفروضة عليها إقليميا؟
تعليقا على زيارات الكاظمي لدول المنطقة ومن بينها السعودية والإمارات، قال المستشار العسكري العراقي السابق صفاء الأعسم: "لاحظنا في السنوات العشر الأخيرة، كلما كانت علاقة العراق بدول الجوار تحديدا ليست جيدة، كلما كان الوضع الأمني في البلاد غير مستقر".

"لاحظنا أن دول الجوار لديها عمق داخل العراق يستند على الكثير من الجهات التنفيذية سواء كانت كتل أو أحزاب، وبالتالي هذا العمق يؤثر على المستوى الأمني وحتى على المستوى الاقتصادي الداخلي، وحالة عدم الاستقرار، حيث كان الكثير من أعضاء التنظيمات الإرهابية بها جزء كبير من بعض دول الخليج، واستمرت عمليات النزوح ولم نلاحظ تعاون في هذا الموضوع".

وتابع الأعسم: "كان لتركيا تأثير كبير على الوضع وخاصة الجانب الأمني، فيما يتعلق بدخولها إلى العراق وبناء قواعد عسكرية بدأت بواحدة وتجاوزت اليوم 10 مواقع بدون موافقة من بغداد، وفي الحقيقة كانت السياسة الخارجية العراقية خلال الفترة الماضية خجولة".

وأشار المستشار العسكري إلى أن "الانفتاح على دول الجوار سيكون عاملا مهما في استقرار المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص، وهي نتائج توصلنا لها من خلال تجارب السنوات السابقة، لذا فإن جولات رئيس الحكومة لدول الجوار حتما ستؤثر في استقرار العراق والوضع السياسي لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي".

وحول العقبات التي يمكن أن تقف في طريق هذا التوجه الذي يتبناه الكاظمي، قال الأعسم: "كل دول الجوار لها مصالح داخل العراق، وأي خلاف مع دول الجوار حتما سوف يؤدي إلى الإساءة للوضع الأمني، والجميع لاحظ هذا الموضوع منذ العام 2014 وحتى اليوم".
مفترق الطرق

من جانبه، قال المحلل السياسي العراقي الدكتور عادل الأشرم: "رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يقف على مفترق الطريق بلا شك، فإما الذهاب باتجاه الدولة وهذا مطلب شعبي وجماهيري وأحد مطالب الثورة، أو البقاء على الوضع الراهن والذهاب إلى اللادولة وهذا ما تريده المليشيات وخاصة التابعة لإيران على الأرض العراقية".

إلى أن الكاظمي "يريد الآن أن يرسل رسائل باتجاه الجماهير وخندق الدولة، هذه الرسائل لا يمكن لها أن تتقدم إلا من خلال عدة محاور منها، محور الانفتاح باتجاه العالم العربي والعمق الاستراتيجي، وقد قام بزيارة إلى الرياض والتي حظيت باهتمام كبير من الجانب السعودي، وذهب إلى الإمارات العربية المتحدة أيضا على نفس السياق، هذا يدل على أن هناك رؤية مشتركة لدى الدول العربية للانفتاح نحو العراق".

وحول العقبات التي يمكن أن تقف في طريق هذا الانفتاح على الأرض العراقية، أكد الأشرم أن "هناك اتجاهات كثيرة تريد ألا يتقدم الكاظمي في هذا الملف، لكن المؤشر الأخير والذي برز من خلال تغريدة لمقتدى الصدر يثني فيها على الزيارة والتاريخ المشترك، يؤكد على أن هذا المحور الذي يٌرمى من الشارع العراقي على أنه محور ميليشياوي، يشهد بلبلة باتجاه الانفتاح على العالم العربي من أجل التخلص من الطوق الإيراني".

واعتبر أن "كل ما سبق يتعلق بقدرة الكاظمي على ترجمة الوعود والاتفاقيات التي تمت مع الدول العربية على أرض الواقع لكي تعطي صورة حقيقية بأن هناك تخلص من التبعية الإيرانية، هذه التجربة هى المعيار الحقيقي لتحديد ما إذا كان الكاظمي قادرا على النجاح في تلك المهمة وإعادة العراق إلى كيان الدولة والتخلص من المشروع الذي تتبناه المليشيات، وهذا ما سيحكم عليه المستقبل بكل تأكيد".
ولفت المحلل السياسي إلى أن "تحركات الكاظمي تكشف مدى جدية كل الأطراف المتعاملة مع الشأن العراقي وعلى رأسها الدول العربية، فهل ستذهب الدول العربية إلى دعم غير محدود لحكومة الكاظمي بحيث ينعكس على المواطن البسيط الذي يعيش حالة اقتصادية متردية وشبه إفلاس مالي، وعجز في دفع الرواتب، بالإضافة إلى العديد من الملفات الشائكة مثل الكهرباء والزراعة والفلاحين".

وأضاف قائلا: "كل تلك الأمور تتطلب أن تكون الدول العربية جادة في الاتفاق ولا تكتفي بالشعارات، بل تترجمها على أرض الواقع، خصوصا وأنه قد أعلن عن دعم مالي كبير للعراق خلال الزيارتين، فلو نجحت تلك التحركات وبدأت بإرسال رسائلها للمواطن في المدى القصير، بكل تأكيد ستتجه الجماهير نحو دعم توجهات الكاظمي".

مقتدى الصدر

وعلق زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، مساء أمس الأحد، على زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لكل من السعودية والإمارات.

واعتبر الصدر في تغريدة في حسابه على تويتر، أن "انفتاح العراق على الدول العربية خطوة نحو الطريق الصحيح".

وقال إن للعراق مع كل من السعودية والإمارات "تاريخا زاخرا"، داعيا إلى التعاون مع الدولتين لتحقيق "مستقبل زاهر تجمعنا وإياهم الأخوة والشراكة والسلام من أجل مصلحة بلدنا وبلدانهم".

ودعا زعيم التيار الصدري إلى أن يصبح العراق "محور السلام في المنطقة أجمع والشرق الأوسط بالخصوص".

وفي وقت سابق من أمس الأحد، وصل رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له إلى الإمارات والتقى بقادة الدولة، وأكد خلال اجتماعه مع عدد من رجال الأعمال الإماراتيين أن أبواب بلاده مفتوحة أمام الشركات ورجال الأعمال الإماراتيين، مؤكداً اتخاذ سلسلة إجراءات لتذليل العقبات أمام الشركات الأجنبية.
كما زار الكاظمي السعودية، الأربعاء الماضي، في أول زيارة له إلى المملكة منذ توليه مهام منصبه في أبريل/ نيسان 2020، ووقع خلال الزيارة 5 اتفاقيات تعاون في مجالات اقتصادية وثقافية.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة