وزير جزائري سابق: الإسلاموية المتشددة كانت وستظل تشكل خطرا وتهديدا على العالم العربي والإسلامي

  07 ابريل 2021    قرأ 603
وزير جزائري سابق: الإسلاموية المتشددة كانت وستظل تشكل خطرا وتهديدا على العالم العربي والإسلامي

تحدث الوزير الجزائري السابق، نور الدين بوكروح، يوم أمس الثلاثاء، لوكالة "سبوتنيك" عن الأسباب التاريخية والعلمية والأنثروبولوجية لمشكلة توافق الإسلام والإسلاموية مع القيم الجمهورية العالمية، خاصة في فرنسا. وعلى حد قوله فإن "مسلمي فرنسا أمام اختبار عظيم".
وأشار الوزير بوكروح إلى الجدل القائم حول قانون "النزعة الانفصالية" في فرنسا، حيث قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلغاء الاتفاق بين فرنسا والجزائر بشأن إرسال أئمة ليؤمّوا المصلين في المساجد في فرنسا.

 

فقد طالب ماكرون في لقاء مع مسؤولي الديانة الإسلامية في فرنسا، يناير/ كانون الثاني الماضي، بوضع الخطوط العريضة لتشكيل مجلس وطني للأئمة، يكون مسؤولا عن إصدار الاعتمادات لرجال الدين المسلمين في البلاد أو سحبها منهم.
وعلى هذه الخلفية، في حديث مع الوزير بوكروح، تمت مناقشة فكرة الجدل حول "ما إذا كانت الإسلاموية المتشددة تشكل خطرا على فرنسا والدول العربية والإسلامية التي جاءت منها؟".

وفي إجابة الوزير بوكروح عن سؤال حول القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي ماكرون تجاه الأئمة، وفيما إذا كان من الممكن أن يتوافق الإسلام مع القيم الجمهورية العالمية، قال: "إن الإسلاموية المتشددة كانت وستظل تشكل تهديدًا دائمًا وأساسيًا ومنهجيًا للعالم العربي الإسلامي ككل طالما لم يتم فصلها عن الإسلام من خلال عملية إصلاحات أثرت على المعرفة القديمة، سواء كانت في القاهرة أو المدينة المنورة أو في قندهار".

وأشار بوكروح إلى أن "الجزائر كانت أول بلد فاز فيه الإسلام السياسي بالانتخابات".
وأضاف: "إن التعليم الديني المقدم في المدارس الجزائرية والمختصر في الأحاديث النبوية لأغراض تربوية وكذا الخطب الدينية التي تقدم في المساجد وعلى شاشات التلفزيون يأتي من هذه المعرفة الدينية التي لم تتجدد منذ ألف عام وغير ملائمة للظروف المعيشية للعالم الحديث" .

وقد شدد الوزير بوكروح على "وجوب أن نتذكر أن الجزائر كانت الدولة الأولى التي فاز فيها الإسلام السياسي بانتخابات ديمقراطية وكان ينوي استخدامها لوضع حد للديمقراطية ودولة الحق، واستبدالهما في وقت قصير وثروة الوعاء بدولة إسلامية أسطورية".

وقال بوكروح "إن هذا كلف البلاد أكثر من 200 ألف قتيل ودمار يقدر بعشرات المليارات من الدولارات"، مضيفًا أنه "بعد 20 عاما اندلعت ثورات ضد الاستبداد والديمقراطية في تونس ومصر وليبيا وسوريا والمغرب، واليمن".
وتابع: "عندما حان موعد الانتخابات، أينما أجريت، فقد فاز الإسلاميون بها. تونس محظورة إداريا (مؤسسيا) حتى يومنا هذا، ومصر عادت إلى الاستبداد العسكري، ولم تعد ليبيا تعرف إلى أي قبلة تتجه، ودمّر الصراع بين السنة والشيعة كلا من اليمن وسوريا. فقط المغرب نجا من الدمار".

وفي نفس السياق، يعتقد بوكروح أن الإسلام السياسي الذي لم ينطلق في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1988، حيث كانت أول ثورة شعبية في الجزائر، وحراك 22 فبراير/ شباط 2019 والثورات العربية نشطة من أجل مصادرة الثورة.

وأضاف بوكروح محذّرا أبناء بلده: "إذا حدث هذا مرة أخرى، فسيكون ذلك خطأ الشعب الجزائري الذي سيستسلم مرة أخرى لأغنية صفارات إنذار العصور القديمة بدلاً من الاستماع إلى صوت العقل"، وتابع:

 "عندئذ سيستحق أن يستعبد، فلا يزال الاستعباد حلالا في الإسلام، ولا ننسى ذلك"، وفقا لرأيه.
ماذا عن الوضع في فرنسا؟

يوضّح نور الدين بوكروح، الجدل الدائر في فرنسا، حول أن "الإسلاموية أصبحت شأنا عالميا ومشكلة أمنية دولية لأن المسلمين انتشروا بأعداد كبيرة في جميع دول العالم تقريبًا، حتى لو لم تمثلهم الإسلاموية إلا بنسبة معينة، وتابع:

 "تبقى الحقيقة أن الإسلاموية لا تنبت إلا حيث يوجد مسلمون، وأنها تشكل خطرا كما أظهر تنظيم داعش للعالم مؤخرا".
وأشار بوكروح أن "فرنسا من الدول الأوروبية التي تستضيف عددًا كبيرًا من المسلمين من أصل أفريقي في الغالب، ولكن "ظهورهم" أصبح مصدر مشاكل متكررة بينهم وبين بقية الفرنسيين".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة