فكرة السيدة ظريفة في جمع هذه الكتب
جهز عدسة مكبرة إذا قررت زيارة المتحف الذي يضم حوالي ٧٥٠٠ كتاب – فهناك ما لا تستطيع رؤية حروفه إلا بواسطة الميكروسكوب.
يعرض المتحف الوحيد من نوعه في العالم كتباً صغيرة للغاية جمعتها الكاتبة الأذربيجانية ظريفة سالاهوفا Zarife Salahova شقيقة الرسام المعروف طاهر سالاهوفا، من حوالي 66 دولة حول العالم.
بداية القصة.. شغف
بدأت قصة إنشاء هذا المتحف عندما حولت الفنانة ظريفة سالاهوفا، هوايتها في اقتناء الكتب الصغيرة من كل بلد تزوره في العالم إلى متحف يضم آلاف الكتب الصغيرة، وقد نالت دعماً رسمياً من حكومة أذربيجان لإنشاء هذا المتحف.
شغف الفنانة الأذربيجانية بالقراءة بدأ منذ الطفولة المبكرة، حيث كان أشقاؤها الثلاثة الأكبر منها – صابر وماهر وطاهر والأخير فنان معروف في الاتحاد السوفيتي السابق – يقرأون الكتب بنهم شديد. وكانوا بعد أن يفرغوا من قراءة الكتب التي استعاروها من المكتبة ومن أصدقائهم، يعطونها إياها. فكانت تلتهمها وتقرأ هي الأخرى بنهم، حيث لم تكن هناك الكثير من المغريات التي تلهي الأطفال والشباب في ذلك الزمن.
أصغر كتاب في المتحف
ونشر أصغر كتاب في المتحف “أزهار المواسم الأربعة” والذي يبلغ حجمه 0.75×0.75 ملليمتر من قبل توبان ياينفي في اليابان. إذ تستطيع قراءة هذا الكتاب الذي لا تتجاوز صفحاته 22 صفحة، فقط عن طريق مجهر خاص.
“أنا مهووسة بالكتب، تقول ظريفة في حوار معها في العام 2016، “وهكذا يجب أن يكون حال الجميع.. خاصة الصغار”، وتتمنى أن يزور الأطفال متحف الكتب المصغرة وأن ينمو لديهم شغف بالكتاب، تقول ظريفة، “يجب أن نجد طريقة لننمي شغف أطفالنا وشبابنا بالقراءة. الكتب الدراسية لا تكفي للحياة، يجب أن نوجد بداخلهم ظمأ للمعرفة عن طريق القراءة الحرة”.
كتاب قصص الحيوانات وراء الفكرة
وقد استلهمت ظريفة فكرة متحفها من كتاب إيفان كريلوف الشهير عن قصص الحيوانات في روسيا، والذي اكتشفته بينما كانت تبحث في إحدى المكتبات في موسكو ذات يوم. وكان كتاب كريلوف في نسخته الأصلية قد تم نشره في العام 1837، لكن النسخة التي وجدتها ظريفة كانت طبعة جديدة في العام 1982. و تعترف أن كريلوف كان كاتبها المفضل، وأنها أحبت كتبه دائماً كطفلة.
خطاب أتاتورك الطويل بجوار ناظم حكمت
وفي القسم الخاص بالكتب التركية يعرض المتحف كتاب القصص التركي الشهير “حكايات الجد كُركوت”Dədə Qorqud Hekayələri . والذي يجمع 12 قصة شعبية بلا مؤلف، تشمل تصويرا للحياة العامة والقيم التركية في القرن السادس عشر.
وهناك أيضاً كتاب “النطق” أو “الخطاب” لمصطفى كمال أتاتورك، وهو نص الخطاب الذي ألقاه أتاتورك على مدى خمسة أيام أمام الجمعية العامة لحزب الشعب الجمهوري، واستعرض فيه تاريخ تركيا منذ حركة الاستقلال عام 1919 إلى تأسيس الجمهورية في العام 1923، ويعد المرجع الأساسي لتاريخ الكمالية في تركيا. بالإضافة إلى كتاب “الأضواء التسعة” لألباسلان توركيش، وكتب الشعر لأموت يشار أوغوزكان، ودواوين الشاعر المعروف ناظم حكمت، وروايات يشار كمال.
نسخة من أصغر مصحف بالعالم
المصحف الأصغر في العالم
وفي المتحف الذي تم افتتاحه في العام 2002، أكثر من 7000 كتاب حالياً. ويعتبر المصحف المكتوب بخط اليد والذي يعود إلى القرن الـ17 من ضمن أهم القطع في المتحف، وتعتز به ظريفة لأنها تلقته هدية من سيدة عجوز من إحدى ضواحي مدينة باكو في أذربيجان، قالت لها إن المصحف ملك لعائلتها منذ قرن من الزمان.
وقد قام البولندي ميخائيل شورتش والمحب للكتب كثيراً، باستخراج نصوص مصغرة جداً من المصحف الأصلي الذي تم نشره في المملكة العربية السعودية في عام 1672 باستخدام آلة بسيطة، وكان ذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وأصبح هذا المصحف نسخة طبق الأصل عن المصحف الأصلي، والذي يبلغ حجمه 17-26 ملم ويبلغ عمره 160 عاماً.
وقام البولندي شورتش بعملِ حافظة من الحديد من أجل حماية المصحف، ووضع عدسة مكبرة فوق الحافظة من أجل قراءته.
يُقرأ بالميكروسكوب.
وهنا روايات أعظم أدباء روسيا
ويوجد في المتحف أيضاً كتب في غاية الصغر تتم قراءتها بواسطة ميكروسكوبات مختلفة، إلى جانب الكتب المصغرة، وتعتبر هذه الكتب ذات قيمة تاريخية كبيرة، فضلاً عن كونها كتباً متناهية الصغر.
الكتب التي تضم نسخاً من روايات وأشعار كتاب روسيا الكبار من أمثال بوشكين ودستوفيسكي وغوغول ونسخة من أغاني فرقة البيتلز المعروفة، وكتاب من دول العالم باللغات الروسية والإنكليزية والتركية والعربية، تثري اهتمامات الطلاب الصغار الذين يأتون مع معلميهم إلى المتحف، ويستمعون إلى المعلومات التي يلقيها عليهم الموظفون داخل المتحف.
حصل المتحف الذي يضم أكبر مجموعة من الكتب المصغرة في العالم، على شهادته لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأكبر مجموعة من الكتب الصغيرة في العالم، في العام 2015.
مواضيع: