فللعام الـ11 على التوالي، يفتح علي مطعمه، الواقع في منطقة "الكبارية" شمالي العاصمة التونسية، للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، وينصب لهم موائد إفطار رمضانية مجانية خلال شهر رمضان في جو عائلي.
مطعم الفقراء
يقول عليّ لـ "سبوتنيك"، إنه "أطلق مبادرته منذ ثورة يناير أي منذ عام 2011 مستعينا بشقيقه وأحد أصدقائه. إذ لا يمر شهر رمضان دون أن يعمّر الفقراء والمحتاجون موائد إفطاره".
ويقبل على مطعم عليّ العديد من الزوار ممن ذاقت بهم السبل، والطلبة، الذين حتمت عليهم دراستهم البعد عن عائلاتهم، إلى جانب اللاجئين الأفارقة وفاقدي السند العائلي وحتى بعض الزوار من دول أخرى.
في البداية كان مطعم علي يوفر حوالي 100 وجبة إفطار يوميا، ولكنه اليوم وبفضل أهل الخير، وتعدد المساعدات أصبح يؤمّن ما يزيد عن 1500 وجبة في اليوم، ناهيك عن وجبات السحور.
يقول علي: "أبناء الحلال كثيرون والمبادرات الانسانية لم تنقطع رغم قسوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية، فموائد الإفطار المجانية منتشرة في أرجاء البلاد كل حسب طاقته".
وبسبب جائحة كورونا وخوفا من انتقال العدوى بين الناس، يقول عليّ إن المبادرة اختلفت عن السنوات الماضية، إذ تجنب نصب طوابير الموائد أمام مطعمه حماية للمفطرين، وعوضا عن ذلك أقدم علي رفقة مساعديه على تقديم الأكلات إلى المحتاجين داخل أكياس وإيصالها إلى منازلهم أو مقر تواجدهم إن اقتضى الأمر ذلك.
وذكر عليّ لـ "سبوتنيك"، أن "مبادرته تلاقي استحسانا واسعا من متساكني منطقة الكبارية، قائلا "البعض يقدم على مساعدتنا من مناطق بعيدة فمساندة المحتاجين مسؤولية مشتركة للشعب التونسي الذي بفضله توسعت مبادرتنا وذاع صيتها".
وبيّن عليّ أن بعض المواطنين اعتادوا مد يد المساعدة حتى أن المطعم حفظ وجوههم، قائلا إن الرزق من الله. وذكر "اليوم مثلا لم يكن لدينا دجاج، ووجدنا شخصا بانتظارنا بحوزته كميات تكفي لإطعام نحو 1200 شخص".
ولا تقتصر مبادرة عليّ على إطعام المحتاجين خلال شهر رمضان، إذ اعتاد الرجل على تنظيم حفل ختان مجاني للأطفال خلال شهر الصيام، وشراء ملابس وألعاب للأطفال خلال العيد، وتوزيع الخرفان على العائلات المعوزة في عيد الأضحى.
وفي خضم جائحة كورونا يتولى علي أيضا توزيع آلات الأكسجين على من يحتاجوها من مرضى "كوفيد-19" بعد جمعها من المتطوعين من مختلف جهات الجمهورية.
كما يساعد علي برفقة أهل الخير في شراء الأدوات المدرسية، ولوازم العودة للأطفال الذين عجزت عائلات منطقة الكبارية عن تأمينها.
وتعتبر الكبارية، التي تبتعد حوالي خمسة كيلومترات عن العاصمة، من أقدم المدن التي تمثل أحزمة الفقر في الضواحي التونسية، فرغم كثافتها السكانية وضمها للعديد من الأحياء الكبرى إلا أنها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة. إذ يعاني معظم سكانها من الفقر المدقع والانقطاع المستمر للمياه الصالحة للشراب وغياب المشاريع التنموية ومرافق الترفيه.
مواضيع: