خبراء يستبعدون التقارب بين إيران والسعودية

  18 ماي 2021    قرأ 712
خبراء يستبعدون التقارب بين إيران والسعودية

رغم الحديث المتكرر عن مفاوضات سرية بين إيران والسعودية، إلا أنه لا نتائج معلنة حتى اليوم بشأن أي تفاصيل عنها.
الحديث عن مشاورات جرت في العراق بين الجانبين خلال الفترة الماضية أكدته مصادر، كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، حيث قال إن "المباحثات الإيرانية السعودية متواصلة وتشمل قضايا ثنائية وإقليمية ودولية" لكنه لم يحدد طبيعة المفاوضات أو مكانها.

 

ورغم الإشارات الإيجابية التي ظهرت من الجانبين خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنه لم يحدث أي تقدم ملحوظ معلن حتى الآن، في ظل كثرة وتعقد الملفات الخلافية بين البلدين.

استبعاد التقارب

توقعات الخبراء تشير إلى استبعاد أي تقارب رغم استمرار المباحثات، وهذا ما أكده الكاتب السعودي عبد الرحمن المشايخ.

وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المباحثات تستمر بوتيرة بطيئة وتتوقف، ومن ثم تعود بناء على الملفات المعقدة بين الطرفين، مشيرا إلى أن الأزمة تتمثل في النظام السياسي الإيراني، إضافة إلى البرنامج النووي.
أما المحلل السياسي الكويتي ناصر المصري، فأكد أن الأزمة مع إيران لا تقتصر على السعودية فحسب، بل تشمل معظم دول الخليج، لافتا إلى أمن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تحدث عن مباحثات إيرانية - سعودية، إلا أنه حديث غير واقعي.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن إيران هي بمثابة عدو لدول الخليج، وأنه لا حوار معها، نظرا لأنها تسيطر على العديد من الدول العربية بالقوة.

السلاح النووي وعقبة التقارب

ويرى المصري أن إيران تتفاوض مع الولايات المتحدة وأوروبا وأنها تتجه بالفعل لامتلاك القنبلة الذرية، وأنها إذا قالت فعلت، خاصة أن منطق القوة معها في الوقت الراهن.

وأشار إلى أن الملفات الخلافية مع إيران تشمل دول المنطقة، ولا تقتصر على السعودية فسحب، وأن فشل المفاوضات هو المتوقع، خاصة في ظل استبعاد التوافق، وحال حدوثه سيكون لصالح إيران.
تقارب بحذر

وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي الإيراني فادي السيد، إن قطار التقارب السعودي الإيراني يسلك طريقه بحذر رغم اللقاءات الأمنية التي عقدت في العراق بشكل سري، ومحاولة الرياض التعتيم على الأمر بشكل كبير.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التقارب السعودي الإيراني الهدف منه، تقريب وجهات النظر بين البلدين، في سبيل التعاون من أجل محاربة الإرهاب وتأمين الاستقرار في المنطقة.
ويرى السيد أن ترحيب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتقارب السعودي الإيراني فتح فجوة أمل في جدار العلاقات الإيرانية السعودية، رغم إصرار السلطات في المملكة على التعتيم على الأمر، إلا أن الترحيب أعطى دافعا مهما للوسطاء للبحث عن مخرج من الحرب الدائرة في اليمن، والتي تستنزف مقدرات السعودية على كافة الصعد.

 ويشير إلى أن الجانب السعودي ينظر إلى إيران بأنها يمكن أن تساعد ولي العهد في الخلاص من تبعات أزمة اليمن، خاصة في ظل تحركات دولية للتنديد بجرائم ارتكبت في اليمن.

من المستفيد؟

وأوضح السيد أن المستفيد الأول من التقارب السعودي الإيراني هو ولي العهد السعودي للخروج من الأزمة اليمنية، خاصة بعدما تخلت عنه الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى الخلافات الحاصلة بين السعودية والإمارات في الجنوب اليمني.

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد نقلت تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته إلى العاصمة السورية دمشق، قال فيها إنه "يأمل أن تؤتي المحادثات الأخيرة بين الجانبين ثمارها"، وأن "تؤدي إلى مزيد التعاون لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، خصوصاً في اليمن"، مؤكدا على جاهزية بلاده دائماً "لعلاقات وثيقة مع السعودية".
وفي وقت سابق أعلن الرئيس العراقي، برهم صالح، أن بغداد استضافت أكثر من جولة حوار واحدة بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية

على المستوى السعودي قال ولي العهد محمد بن سلمان في لقاء متلفز، قبل نحو شهر، إنه "لا يريد أن يكون وضع إيران صعبا، على العكس يتمنى أن تكون إيران مزدهرة وتنمو... ويكون لدينا مصالح فيها ولديهم مصالح في السعودية، لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة