"منذ سنوات ونحن نحذر مرارًا وتكرارًا من نشوب الحرب الدينية بسبب انتهاكات إسرائيل للمقدسات الدينية في القدس، وكذلك بسبب إطلاق يد المستوطنين اليهود المتطرفين للاعتداء على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في المدينة المقدسة، وفي أنحاء الضفة الغربية، واقتحاماتهم المتكررة للمسجد الأقصى المبارك".
وحذر مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية "إذا استمر الوضع الراهن كما هو، وإذا لم تتوقف إسرائيل ومستوطنيها عن استفزاز المشاعر الدينية للفلسطينيين وللمسلمين عمومًا، فسوف يجد العالم نفسه في مواجهة حرب دينية تتجاوز نيرانها حدود فلسطين، وسوف يدفع العالم كله ثمنها".
وتابع: "إسرائيل جعلت من عصابات المستوطنين المتطرفين قوة مسلحة منظمة ومدعومة من الجيش الإسرائيلي والحكومة وأحزاب اليمين الإسرائيلي، وهذا لن يقود إلا إلى تأجيج المشاعر وردود الفعل الفلسطينية".
وأشار الهباش إلى أنه لا يمكن مقارنة ردود الفعل الفلسطينية والتي تشمل إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، بما تفعله تل أبيب. وقال: "منذ أكثر من سبعين عاما نعيش تحت الاحتلال، وملايين من الفلسطينيين مشردون في أنحاء العالم بفعل هذا الاحتلال، الذي لا يزال يمارس حربًا ممنهجة وتطهيرًا عرقيًا ضد شعبنا، ونحن فقط ندافع عن أنفسنا، فلسنا نحن المعتدين ولكن نحن المعتدى علينا".
وأوضح أن الكفاح الفلسطيني متواصل ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ "أكثر من مئة عام وسوف يتواصل حتى انتهاء الاحتلال"، مضيفا أن "كل القوى والجماهير الفلسطينية متفقة على المقاومة الشعبية ونحن جزء لا يتجزأ من هذه المقاومة ونشجع استمرارها كحق إنساني للشعوب التي تتعرض للاحتلال الأجنبي، وهذا يتفق مع القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة".
ومنذ الاثنين الماضي، تصاعدت حدة المواجهات، بعد أن أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة صواريخ تجاه إسرائيل، ردا على ما وصفتها بـ "انتهاكات بحق المسجد الأقصى والمواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس"، فيما تشن إسرائيل غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، وتستهدفه بقصف مدفعي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 فلسطيني حتى الآن، بينهم نساء وأطفال؛ فضلا عن تدمير هائل في البنية التحتية للقطاع.
وفي ذات الوقت، تتعرض مدن وبلدات إسرائيلية لقصف بصواريخ فصائل فلسطينية، ما أدى لمقتل أكثر من 10 إسرائيليين وإصابة المئات.
وكانت شرارة الأحداث المتصاعدة اشتباكات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، منذ نحو شهر، بسبب اعتزام إسرائيل طرد عائلات فلسطينية من منازلها بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية، إضافة إلى الإجراءات التعسفية في محيط المسجد الأقصى، واقتحام المستوطنين لباحاته.
مواضيع: