قال السيد، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "بكل تأكيد هناك تغير في الموقف المصري تجاه ما يجري، ويمكن أن نلحظ هذا التغير بسهولة في أكثر من جانب... فتح المعبر [المنفذ الحدودي مع غزة] مثلا، ونقل المصابين الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية، والمساعدات المصرية التي تصل للجانب الفلسطيني، والسعي الحثيث لمصر، والمدعوم أمريكيا للوصول لوقف لإطلاق النار".
كذلك، يرى مصطفى كامل السيد، أن الخطاب المصري تجاه الأحداث يعد جديدا في عهد الرئيس السيسي، "إصرارا على أن المخرج [لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي]، هو تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني".
ويعتبر الخبير المصري أن "هذا جديد في عهد الرئيس السيسي، وكذلك هناك عدم تحفظ في مساعدة الفلسطينيين في كافة أنحاء فلسطين التاريخية، خاصة في غزة، رغم التحفظات السابقة المتعلقة بالموقف من حماس".
ورغم أن "إسرائيل تحاول دائما أن تظهر الأمر كما لو كان مواجهة مع حماس"، يقول كامل السيد: "تأخذ الحكومة المصرية الجانب الفلسطيني الذي يشمل حماس؛ كما أن إعلان الرئيس اليوم تقديم 500 مليون دولار [أميركي]، لإعادة إعمار غزة، خطوة هامة وتغير واضح في الموقف المصري".
وأشار كامل السيد إلى أن هناك عدة أسباب أثرت على التغير الذي طرأ على الموقف المصري، بعضها يتعلق بالعلاقة مع حماس، حيث أن "هناك علاقة جديدة نشأت بين حماس ومؤسسات الدولة المصرية، وفي مقدمتها طبعا المخابرات [جهاز المخابرات العامة المصري]، وممثلي حماس كانوا يأتون إلى القاهرة، لبحث ملف المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، برعاية مصرية".
وأضاف: "توصلت بالفعل للمصالحة وإجراء الانتخابات [الفلسطينية]؛ وأعتقد أن الحكومة المصرية كانت مستاءة لتأجيل [القيادة الفلسطينية] الانتخابات، هذه العلاقة ساهمت في بناء الثقة مجددا بين الجانبين".
وتابع قائلا: "هناك نقطة أخرى حيوية للغاية بالنسبة لمصر، وهي أن العمليات الإرهابية في سيناء توقفت تقريبا؛ وكان هذا أكثر ما يزعج مصر، أعتقد أن السلطات المصرية تأكدت أن من كان يقوم بهذه العمليات الإرهابية لم يكونوا فلسطينيين من حماس، ولا مدعومين من الحركة، بل كانوا كلهم مصريين، وهو ما أسهم في إزالة الحساسية بين حماس والحكومة المصرية".
واعتبر كامل السيد أن بعد التغيرات الإقليمية ساهمت في تغير الموقف المصري؛ وقال: "أتصور أن النظام المصري مدرك أن تطبيع الدول العربية للعلاقات مع إسرائيل ينطوي على خطر بالنسبة لمصر؛ ففي أعقاب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، ظهرت أفكار في إسرائيل حول بناء خط أنابيب لنقل البترول من الخليج إلى شاطئ البحر المتوسط مرورا بإسرائيل، بمساهمة إماراتية".
وأردف قائلا: "بعد جنوح السفينة إيفر غيفين، في قناة السويس، ظهرت أفكار في إسرائيل حول وجود بديل لقناة السويس يمر بإسرائيل. ويضاف إلى ذلك بعض أفكار اقترحتها الإمارات حول إقامة نظام للأمن في البحر الأحمر، بمشاركة إسرائيلية؛ وهذه نقطة حساسة بالطبع لمصر".
وقال في هذا الصدد: "مصر لا تريد بالتأكيد نظام أمني في البحر الأحمر بمشاركة إسرائيلية، وهي لها ساحل ممتد على البحر الأحمر، ويعني لها في الأمن القومي المصري".
ورأى الأكاديمي المصري أن هناك الكثير من الشكوك لدى القاهرة، حول الدور الذي تقوم به إسرائيل في مشروع "سد النهضة" الإثيوبي، وهي القضية الأهم لمصر في الفترة الحالية، بما يعنيه لأمنها المائي.
وختم بالقول: "لكل هذه الأسباب أعتقد أن هناك إدراكا بأن إسرائيل تمثل خطرا على مصر؛ وهو ما يفسر ظهور الموقف المصري الأخير، بالإضافة إلى أن هذا الموقف يزيد شعبية الرئيس السيسي، ويضيف إلى رصيد مصر عربيا وإقليميا".
وأعلن الرئيس المصري، في وقت سابق، عن تقديم بلاده مبلغ 500 مليون دولار أمريكي، كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، الذي تضرر بشكل كبير نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل.
وتتضمن المبادرة المصرية قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
وأعلن صندوق "تحيا مصر"، استعداده لإطلاق قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، تتضمن أكثر من 100 حاوية، تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية".
مواضيع: