30 عاما تمر على مأساة خوجالي

  26 فبراير 2022    قرأ 5132
 30 عاما تمر على مأساة خوجالي

تمر 30 عاما على مأساة خوجالي.

في مساء 25 ليلة 26 فبراير 1992 تحركت القوات المسلحة الأرمينية بمساعدة قوج المشاه ميكانيكي 366 السوفيتي صوب قرية ” خوجالي ” وتم محاصرتها ، ومع الساعات الأولي من فجر يوم 26 فبراير تم الهجوم علي القرية وتدميرها علي نطاق واسع ، وارتكبت القوات المسلحة الأرمينية مذبحة كانت بمثابة أكبر مأساة في التاريخ المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية ، والمعروفة باسم ” مذبحة خوجالي ” .

لقد ارتكبت القوات المسلحة الأرمينية بالتعاون مع القوات السوفيتية المرابطة بمدينة ” خانكندي ” القريبة ، مذبحة من أبشع الجرائم في حق الإنسانية في العصر الحديث ، ففي الوقت الذي تحدثت فيه المصادر الأذربيجانية عن حصيلة مبدئية للضحايا تُقدر بألف قتيل ، ذكر الإعلان الرسمي للقسم الإعلامي لوزارة الدفاع بجمهورية أذربيجان أن عدد القتلي بلغ سبعمائة قتيل ، وقد تم نزع فروة الرأس من أسري الحرب والقتلي ، ومنهم من فقأت عيناه ، ومن ضمن القتلي 613 شخصا من السكان الأذربيجانيين المدنيين العزل ، بينهم 106 إمرأة ، 63 طفلا ، 70 شيخا مسنا ، وتم القضاء علي ثماني أسر في شكل إبادة تامة ، وبالإضافة إلي ذلك تم اعتقال 1275 شخصاً من بينهم 150 شخصا لا يُعرف مصيرهم حتي الآن . وفي أثناء ذلك الهجوم تُرك حوالي ثلاثة آلاف من سكان القرية البالغ تعدادها سبعة آلاف نسمة ، حيث كانت في ذلك الوقت بها عدد كبير من المصابين والمرضي والشيوخ والنساء والأطفال محاصرين بالقوات الأرمينية لأربعة أشهر .

وقد اختارت القوات الأرمينية مدينة ” خوجالي ” لتكون مسرحاً لتلك المذبحة الدامية باعتبارها تمثل أهمية استراتيجية في قره باغ . فمدينة ” خوجالي ” تقع وسط منطقة ” قره باغ ” الجبلية الأذربيجانية المحتلة حالياً من قبل الأرمن ، ولها موقع استراتيجي مهم في هذه المنطقة ، وتعد مدينة ” خوجالي ” ثاني أكبر المناطق السكنية للأذربيجانيين بعد مدينة ” شوشا ” في ” قره باغ ” الجبلية ، ويعيش بها سبعة آلاف نسمة ، وهي علي بعد عشرة كيلومترات من مدينة ” خانكندي ” في الجنوب الشرقي من أذربيجان عند سلسلة جبال ” قره باغ ” ، كما يوجد بها المطار الوحيد بمنطقة ” قره باغ ” الجبلية بأكملها ، وقد اعترفت أرمينيا بعد ذلك أن الهدف الأساسي من هجومها علي مدينة ” خوجالي ” هو تدميرها ، وإخلاء طريق ” عسكران – خانكندي ” المار بها ، والإستيلاء علي المطار الموجود في حوزة الأذربيجانيين .

سوف تظل مذبحة ” خوجالي ” رمزاً للتطهير العرقي القاسي ، حيث نجحت الوحدات العسكرية الأرمينية من خلال تلك العمليات العسكرية البشعة من تحقيق هدفها في نشر الرعب والفزع بين صفوف الأذربيجانيين ، وخاصة بين صفوف السكان المدنيين ، محققة تفوقاً نفسياً ساعدها علي الاستمرار في تحقيق تقدمها الهجومي .

استمر الأرمن في احكام حصارهم لمدينة ” خوجالي ” فبعد أن تم قطع كل وسائل المواصلات البرية بينها وبين أذربيجان ، ولم يبقي سوي الطيران كوسيلة وحيدة لربط المدينة بالوطن الأم ، لكن الأرمن لم يرق لهم ذلك أيضا ، فقاموا باسقاط مروحية فوق مدينة ” شوشا ” راح ضحيتها 41 شخصاً ، وعلي إثر ذلك الحادث الأليم تم وقف تلك الوسيلة الجوية أيضاً ، لتصبح ” خوجالي ” معزولة تماماً عن باقي أجزاء الوطن في أذربيجان .

واعتباراً من الثاني من يناير 1992 ، تم قطع التيار الكهربائي عن المدينة التي ظلت صامدة بفضل إصرار أهلها علي التمسك بوطنهم وبيوتهم وأرضهم ، ومع بداية النصف الثاني من شهر فبراير ، أحكمت القوات المسلحة الأرمينية حصارها علي المدينة ، وعمدت إلي إخلاء ” خوجالي ” من سكانها ، من خلال الغارات ، والهجمات الوحشية عليها ، وذلك بهدف قتل وترويع السكان ، حتي كانت قمة المأساة والوحشية في مساء الخامس والعشرين ليلة السادس والعشرين من فبراير 1992 ، حيث كانت مذبحة ” خوجالي ” .


مواضيع:


الأخبار الأخيرة