"رسالة عسكرية" من الأردن إلى تركيا

  02 فبراير 2018    قرأ 1624
"رسالة عسكرية" من الأردن إلى تركيا
بلغ عمر العلاقات بين الجمهورية التركية والمملكة الأردنية الهاشمية اليوم أكثر من 70 عاماً، وضَعَ أُسسها الملك المؤسس عبد الله الأول عام 1937 كونه أول زعيم عربي يقوم بزيارة تركيا منذ تأسيسها على يد مصطفى كمال أتاتورك، أي أن للأردن مكانة خاصة في التاريخ التركي الحديث.

إن العلاقات بين تركيا والأردن ليست مجرد علاقات عابرة، بل علاقات متميزة تستمد زخمها من التاريخ والقيم المشتركة بين البلدين وشعبَيهما.

وشأن هذه العلاقات كشأن مختلف الملفات التي عمل "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا على تطويرها وتعزيزها، فشهدت منذ وصول الحزب للحكم قبل نحو 15 عاماً تطوراً متزايداً على المستوى السياسي والاقتصادي والتجاري والأمني والعسكري.

واليوم تقف تركيا والأردن في خندق واحد تجاه عدد من قضايا المنطقة، وأهمها القضية السورية، وقضية فلسطين، والعاصمة الفلسطينية القدس الشريف.

وفي هذا الإطار وفي ظل ما تقوم به تركيا من عملية عسكرية في عفرين السورية ضد التنظيمات الإرهابية ضمن حقوقها القانونية، تلقت تركيا "رسالة عسكرية" أردنية، كانت رسالة واضحة لا لبس في معانيها.

يوم الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2018 تشرفت بمرافقة سعادة السفير التركي في الأردن "مراد كراغوز" في زيارة إلى مقر "كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية"؛ حيث ألقى أمام الضباط محاضرة تطرق فيها لعمق العلاقات الطيبة بين تركيا والأردن، ومجمل الوضع التركي الراهن، خاصة فيما يتعلق بعملية "غصن الزيتون" في عفرين ضد الإرهاب.

آمر "كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية" العميد الركن ناصر محمد المهيرات، أكد خلال اللقاء عمق العلاقات عامةً والعسكرية خاصةً بين تركيا والأردن، مشدداً على أهمية هذه العلاقات "التي يعززها التاريخ المشترك والجغرافيا المشتركة".

ولفت المهيرات إلى أن الأردن "يقدر دور تركيا كدولة إقليمية فاعلة قادرة على المساهمة في رسم سياسات ومستقبل الإقليم (منطقة الشرق الأوسط)، كما أنها دولة مؤثرة في السياسة الدولية".

وتابع المهيرات: "نحن نقدّر المواقف التركية الداعمة للأردن ولكثير من القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي، وخاصة قضية القدس ومحاربة الإرهاب".

وفيما يتعلق بما تقوم به تركيا اليوم دفاعاً عن المنطقة المهددة بمشاريع التقبلغ عمر العلاقات بين الجمهورية التركية والمملكة الأردنية الهاشمية اليوم أكثر من 70 عاماً، وضَعَ أُسسها الملك المؤسس عبد الله الأول عام 1937 كونه أول زعيم عربي يقوم بزيارة تركيا منذ تأسيسها على يد مصطفى كمال أتاتورك، أي أن للأردن مكانة خاصة في التاريخ التركي الحديث.

سيم الخبيثة، ودفاعاً عن المظلومين، ودفاعاً عن أمنها القومي، كانت رسالة المهيرات واضحة ودقيقة لا تحتاج لكثير شرح؛ إذ شدد على أن الأردن "يتفهم الموقف التركي باستخدام كل الوسائل للحفاظ على أمنه الوطني ضد التهديدات والمخاطر".

إن هذا الموقف الأردني العسكري الداعم لتركيا ضد ما يهدد أمنها وكيانها، ليس بالأمر الغريب على هذا البلد الذي يمكن أن نقول إنه في مركب واحد اليوم مع تركيا لناحية محاربة الإرهاب، سواء الإرهاب الخارجي أو الإرهاب الداخلي الذي يقوم بمحاولات انقلاب عسكرية على الشرعية خدمة لدول أخرى.

تركيا اليوم مع الأردن وأمنه، تقف إلى جانبه ضد كل ما ومَن يحاول أن يهدد استقراره بأي صورة من الصور، والموقف الأردني تجاه تركيا هو نفسه وواضح جداً من "الرسالة العسكرية".

وختاماً لا بد من توجيه التحية لآمر "كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية" العميد الركن ناصر محمد المهيرات، ليس فقط على موقفه الآنِف الذكر، بل على ما لمسته بنفسي من إنسانيته وأخلاقه العالية جداً، وتواضعه المميز اللافت للنظر الذي يشير إلى أننا كنا في ضيافة رجل شهم مجبول بالأخلاق العربية عامة والأردنية خاصة، فله منا ولكل أفراد الكلية تحية واحترام وتقدير.


مواضيع: الأردن   تركيا  


الأخبار الأخيرة