ليوم الجمعة، إن أمريكا تكون حاضرة بقوة عند التدمير والحرق والنهب وسلب خيرات وموارد البلاد، ولكنها تكون أول المغادرين قبل أن تدفع تكاليف ما هدمته، وهي هنا تتصرف بروح التاجر النصاب، الذي يبحث على الفور على ضحية أخرى فور الانتهاء من الأولى.
وكشف برهوم أن أمريكا لا تريد أن تضع المال المطلوب لإعادة الإعمار في صورته الطبيعية، بل تريد أن تجعل منه استثمارا، سياسيا واقتصاديا، لتحقق بذلك مكاسب مادية تعود على الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، الذي يحاول أن يثبت للأمريكيين كل يوم أنه يستعيد ويعيد لهم أموالهم التي راحت في حربه في بلادنا.
وأوضح السياسي العراقي المعروف، أن الولايات المتحدة تبحث أيضا عن المكاسب السياسية، من خلال دفع دول خليجية للمساهمة بشكل كبير وقوي في دعم جهود إعادة إعمار العراق، بهدف كسب المعركة السياسية مع إيران، لأن زيادة النفوذ السياسي والاقتصادي للسعودية — مثلا — في العراق يعني تراجع النفوذ الإيراني بشكل مباشر.
وأضاف برهوم، أن الولايات المتحدة تحاول أن توهم الجميع أن الخسائر التي لحقت بالعراق لم تكن هي السبب الأول فيها، ولكن الحقيقة أن أمريكا عليها أن تتحمل الفاتورة كاملة، فهي التي احتلت العراق وأحرقته في البداية، ثم خلقت تنظيم داعش الإرهابي وأطلقته في بلادنا ليكمل مسيرة الحرق والتدمير والتخريب.
وأشاد المسؤول السابق في الأمانة العامة لمجلس النواب العراقي بالجهود التي تبذلها دولة الكويت، من أجل إنجاح جهود إعادة إعمار العراق، من خلال المؤتمر المقرر عقده الأسبوع الجديد، لجمع المال والدعم اللازمين من أجل إعادة الإعمار، عكس الدول الأخرى التي ساهمت في تدمير العراق، وتتهرب الأن من المسؤولية.
وكان مصدر في الإدارة الأمريكية، قال في تصريحات صحفية أمس، الخميس 8 فبراير/شباط، إن واشنطن لا تعتزم الإسهام بالقسط من الأموال في صندوق إعادة إعمار العراق خلال المؤتمر حول الموضوع، المقرر عقده في الكويت الأسبوع القادم.
وقال المصدر في الإدارة الأمريكية الخميس: "لا نخطط للإعلان عن أي شيء بهذا الخصوص"، وذلك قبل 3 من انطلاق أعمال المؤتمر المقرر عقده في 12 — 14 من الشهر الجاري، والذي يحضره وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
مواضيع: سياسيعراقي