مشرف الملتقى الكاتب سماء عيسى أشار في حديث خاص به أن أفلام هذه الدورة تأتي في عروض مسائية، وصباحية، خصصت لتلاميذ المدارس، الذين هم بحاجة دائمة لمواكبة العالم في تحولاته المتسارعة، والنظر بعمق فيما وراء الأحداث ومعرفة محركاتها ودوافعها، موضحا صورة الفقد التي تعتري الواقع السينمائي في السلطنة جراء فقد السينمائي البارز سالم بهوان وهو في ذروة عطائه، والذي كان حاضرا وفاعلا طيلة الدورة الاولى، العام الماضي، فقد ترك فراغا في الساحة السينمائية، لذلك سيتم الاحتفاء به وذكراه العطرة، وتكريم مكانته المتميزة في التجربة الفنية المعاصرة.
مبينا الكاتب سماء عيسى أن السينما اهتمت مع ظهورها كفن اعتمد على الجمال بجمال الطفولة البشرية، وجدت السينما في هذه المخلوقات البريئة، القدرة على أداء أكثر الأدوار تعقيدا دون تصنع وتكلف، معها عرفت السينما معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية، وتطورت ثيمة الطفولة مع تطور السينما، بدلا من ان تقدم كعامل مساعد يؤدي فيه الأطفال ادوارا جانبية،أضحت الطفولة تجربة أساسية لعدد كبير من سينمائي العالم،الذين عبر الطفولة قدموا تجارب الحروب والتفرقة العنصرية والسير الذاتية والتشرد والضياع وغيرها من الماسي الانسانية؛التي وجدت في الطفولة لغة شفافة وبريئة قادرة على معالجتها أدبيا وسينمائيا بوجه إبداعي خلاق. في ختام حديثه أشار سماء عيسى أن اهتمام الملتقى السينمائي العُماني بالنادي الثقافي بسينما الطفولة،جاء من الحرص على تربية الناشئة في السلطنة تربية تجعلهم منذ الصغر أبناء الثقافة السينمائية التي قدمها لهم عالميا شارلي شابلن وجولي أندروز ومجيد مجيدي ومحسن مخلباف وسميرة مخلباف ، وعربيا ان يرى أطفالنا طفولتهم مثلما قدمتها جوسلين صعب ومي المصري وجيلاني فرحاتي وفريد بوغدير وانيس الأسود وغيرهم من المبدعين العرب.
بعد ذلك تم عرض فيلم “سكن” للمخرج أنطونيو فابيان وهو عبارة عن فيلم بريطاني جنوب أفريقي يتشكل كسيرة ذاتية عن ساندرا لينغ ، الجنوب أفريقية ولدت لأبوين أبيضين، وقد صنفت على أنها ” ملونة ” خلال حقبة الفصل العنصري ، ويعود ذلك إلى حالة وراثية. الفيلم من بطولة صوفي أوكونيدو في دور ساندرا لينغ وسام نيل في دور أبراهام لينغ وأليس كريج في دور ساني لينغ وتوني كغوروج في دور بيتروس زوين. حصل الفيلم على 19 جائزة دولية ، أهمها جائزة الجمهور في مهرجان سانتا باربرا السينمائي الدولي (جائزة الجمهور)، وجائزتي الجمهور والتحكيم في مهرجان لوس أنجلوس للأفلام الإفريقية ، وأيضا جائزة الجمهور في مهرجان آفي دالاس السينمائي الدولي، وحصل على جائزة لجنة التحكيم ، وجائزة أفضل فيلم مهرجان بالم بيتش السينمائي الدولي.
مواضيع: متقاطعة