بوتين يخوض حملة بالحد الأدنى قبل شهر من الانتخابات الرئاسية

  16 فبراير 2018    قرأ 1001
بوتين يخوض حملة بالحد الأدنى قبل شهر من الانتخابات الرئاسية
في غياب برنامج انتخابي، ومناظرات انتخابية، ومنافسين حقيقيين، يكتفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحد الأدنى من حملة انتخابية من أجل الفوز في 18 مارس(أذار) بولاية رئاسية ثانية على التوالي ورابعة بالإجمال.

فسواء في مصنع مهجور في منطقة روستوف أو دون في الجنوب، أو في اجتماع مع علماء في نوفوسيبيرسك في سيبيريا، أو خلال الاحتفال بالنصر السوفياتي على ألمانيا النازية في فولغوغراد، يكثف رجل روسيا القوي إطلالاته كرئيس للدولة ولكنه يحرص على عدم إطلاق أي وعود، وعدم الغرق في التجمعات، أو عقد اللقاءات الانتخابية.

ويقول المحلل السياسي أندري كولسنيكوف من مركز كارنيغي "لا يخوض بوتين حملة انتخابية، إنه يؤدي مهامه الرئاسية، وهذا ما تقتصر عليه حملته"، ويضيف أنه "المرشح الوحيد الذي ليس لديه برنامج انتخابي، إنه أمر مقلق جداً، وينم عن استخفاف بالناس".

وتبدو نتائج الانتخابات الرئاسية محسومة سلفاً، نظراً إلى إقصاء منافسه الرئيسي أليكسي نافالني بسبب إدانته قضائياً، وما لم تحصل مفاجآت كبرى، سيعاد انتخاب بوتين رئيساً حتى 2024، بعد نحو ربع قرن من انتخابه رئيساً للمرة الأولى خلفاً لبوريس يلتسين.

وقبل شهر من موعد الانتخابات حصل على أكثر من 71.5% من نوايا التصويت، بحسب استطلاع للرأي نشره الأربعاء الماضي معهد "فتسيوم" القريب من الحكومة، وهي نسبة تفوق ما حصل عليه في انتخابات 2012 (63.6%) وبفارق كبير جداً عن منافسيه.

ورفض بوتين إجراء أي مناظرة مع منافسيه، كما رفض استخدام فترة الظهور التلفزيوني المسموح بها لكل المرشحين، ورغم ذلك، لا يغيب بوتين عن شاشات التلفزة التي تتابع أنشطته وتحركاته. 

ورُفعت في الطرقات بضع لافتات يبدو فيها بوتين رصيناً ومن خلفه خارطة لروسيا وشعار "رئيس قوي لبلد قوي"، إلا أن هذه اللافتات تبقى أقل عدداً من لافتات اللجنة الانتخابية التي تحفز الروس على الاقتراع تحت شعار "بلدنا، رئيسنا، خيارنا".

ويكمن التحدي الأكبر لبوتين في ضمان نسبة مشاركة مرتفعة تضفي شرعية على نتائج الانتخابات التي تبدو محسومة سلفاً.

ويقول المعلّق السياسي فيودور كراتشينينكوف في صحيفة "نيو تايمز" الأسبوعية "لقد عدنا إلى ما كنا نعتقد أننا تخلصنا منه بعد انهيار النظام السوفياتي، أي الانتخابات الصورية محسومة النتائج".

وفي هذه الحملة التي تخلو من التشويق، تبقى الصورة الأكثر رسوخاً تلك التي تظهر بوتين وهو يسبح في مياه مجلدة في عيد الغطاس الأرثوذكسي، وقد تم تنظيم كل حدث شارك فيه بعناية، مع إبقاء الصحافة بعيدة عن التغطية واقتصار الدعوات على المؤيدين والمناصرين، كما حصل عندما شارك في اجتماع لمخاتير بلدات صغيرة أعلن خلالها أحدهم بتأثر ولادة توأميه يوم زيارة الرئيس.

ويقول الصحافي في موقع "ريبابليك" الروسي أوليغ كاتشين إن "بوتين لا يرغب حقيقة في القيام بأي شيء، وهذه هي العبرة الرئيسية من هذه الانتخابات"، وفي المقابل يصف المحلل السياسي الموالي للكرملين نيكولاي كالميكوف الحملة بأنها ناجحة ومتحضرة.

ويقول هذ الخبير في جامعة "رانيبا" إن "الرئيس يقوم بعمل حقيقي وملموس يظهر نتائج أفضل من الظهور الشعبوي الذي يهدف إلى الفوز بنقطة واحدة أو نقطتين".

وفي غياب نافالني، الذي تمكن العام الماضي من حشد عشرات الآلاف من الشباب في الشارع ودعا إلى مقاطعة الانتخابات سيتنافس بوتين مع مرشحين جديدين، المعارضة الليبرالية كسينيا سوبتشاك، ورجل الأعمال المليونير بافل غرودينين، المرشح عن الحزب الشيوعي.

وتسعى سوبتشاك، وهي نجمة سابقة لتلفزيون الواقع أصبحت صحافية معارضة، إلى توحيد معارضي بوتين بتجسيدها التصويت ضد الجميع، ورغم أنها لم تحصل إلا على 3% من نوايا التصويت، إلا أن سوبتشاك معروفة بانتقاداتها الحادة للرئيس الروسي، وهو أمر غير اعتيادي في الوسائل الإعلامية الكبرى.

وأما بافل غرودينين وهو مدير "سوفخوز لينين"، وهي مزرعة للفاكهة وصناعة مشتقات الحليب قرب موسكو، فيحتل المركز الثاني على الرغم من ضعف تغطية حملته الإعلامية، وهو يحصل على 7.3% من نوايا التصويت بحسب معهد "فتسيوم" للاستطلاعات.

وأما بالنسبة إلى الخبير اندري كولسنيكوف فإن المعضلة الحقيقية في هذه الحملة تكمن في هاتين الشخصيتين: قدرة كسينيا سوبتشاك على تشكيل حزب ليبرالي بعد الانتخابات، وقدرة بافل غرودينين على تسلم الشعلة من غينادي زيوغانوف، زعيم الحزب الشيوعي منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.


مواضيع: بوتين  


الأخبار الأخيرة