التهرب الضريبي.. آفة تضرب الليغا
وأدين بعض هؤلاء اللاعبين بالتهم وحكم عليهم بالسجن لأشهر مع وقف التنفيذ مستفيدين من القانون الإسباني الذي يوقف تنفيذ عقوبة السجن أقل من عامين على أن تسجل العقوبة في السجل القانوني للشخص.
وأحدث الذين أصابتهم هذه الآفة هو المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي اتهم بالتهرب الضريبي بقيمة 3.7 ملايين دولار من استخدام حقوق صوره خلال الفترة بين 2011 و2012 عندما كان مدربا لريال مدريد.
ودرب مورينيو الملكي بين عامي 2010 و2013 قبل أن ينتقل إلى تشلسي ثم ذهب لتدريب مانشستر يونايتد الموسم الماضي.
وتهم المحققين للبرتغالي الدولي تحتاج مزيدا من التحقيقات التي تأخذ أشهرا أو حتى سنوات لإثباتها، ولكن حتى لو تم إثباتها فهذا لا يعني أن رونالدو سيسجن لأنه يملك الكثير من الخيارات، من بينها الإقرار بالذنب ودفع الضرائب مع الغرامات المترتبة عليها، وهذا ما يؤدي إلى تخفيض مدد السجن إلى أقل من عامين وبهذا يكون قد أفلت من عقوبة السجن الفعلي.
والخيار الأخير هو بالتحديد ما قام به النجم الأرجنتيني أنخل دي ماريا الذي توصل إلى اتفاق مع السلطات الإسبانية بشأن قضية اتهامه بالاحتيال الضريبي، ليتفادى بذلك شبح عقوبة السجن.
واتفق لاعب ريال مدريد السابق مع السلطات على دفع مليوني يورو بعدما اعترف بارتكابه جريمتين ضريبيتين في 2012 و2013 عندما كان يلعب لصالح النادي الملكي.
وكانت النيابة العامة وجهت لدي ماريا اتهامات في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بالتهرب من سداد ضرائب بقيمة مليون وثلاثمئة ألف يورو.
وطبقا لما ورد عن الصحيفة الإسبانية، فإنه سيحكم على اللاعب الأرجنتيني (29 عاما) بالسجن لثمانية أشهر عن كل جريمة ضريبية ولكن مع إيقاف التنفيذ.
وغير بعيد عن دي ماريا كان مواطنه النجم ليونيل ميسي نجم المحاكم دون منازع، وأيدت المحكمة العليا في إسبانيا سجنه 21 شهرا.
وأشارت المحكمة إلى أن النيابة ترى أن ميسي يجب أن يعتبر مسؤولا عن الجرائم الضريبية التي أدين بارتكابها، لأنه لا يعقل أن يكون جاهلا بضرورة تقديم إقرار ضريبي ودفع ضرائب مستحقة بقيمة 4.6 ملايين دولار على المبالغ التي تقاضاها نظير حقوقه الدعائية.
وبما أن البرسا والملكي أغنى ناديين في إسبانيا ومن بين الأثرى في العالم فإنه لا بد أن تكون أعين سلطات الضرائب على لاعبي الفريقين، فالمحققون الإسبان طالبوا بسجن زميل ميسي في "برشلونة" نيمار وتغريمه عشرة ملايين يورو على خلفية "الفساد والغش" اللذين شابا عملية انتقاله من فريق سانتوس إلى برشلونة عام 2013، غير أن نيمار متهم بالتهرب الضريبي في بلاده البرازيل عندما كان لاعبا في سانتوس.
ويظهر في لائحة اللاعبين أيضا زميل نيمار وميسي ببرشلونة ومواطن الأخير خافيير ماسكيرانو الذي حكم عليه بالسجن لعام واحد بتهمة التهرب الضريبي.
ولكن لماذا يلاحق المحققون الإسبان الأسماء الكبيرة في الليغا الإسبانية؟
الجواب يكمن في النجم الإنجليزي ديفد بيكهام الذي انتقل إلى ريال مدريد عام 2003 ليصبح أول لاعب أجنبي يستفيد من قانون للضرائب سمي على اسمه وضعته الحكومة الإسبانية عام 2005 يسمح للأجانب من علماء ورجال أعمال وأثرياء ورياضيين بدفع ضريبة قدرها 24% بدلا من 45% على دخلهم في حال زاد على ستمئة ألف يورو في السنوات الست الأولى من عقودهم المبرمة في إسبانيا، ويستفيد كل شخص يوقع على اعتماد هذا القانون من عدم دفع ضرائب على مدخوله خارج إسبانيا.
وتعرضت إسبانيا لعاصفة مالية خلال الأزمة المالية العالمية بين عامي 2008 و2009 مما دفعها لإلغاء عتبة الستمئة ألف دولار، وأعطت الضوء الأخضر لمحققي الضرائب بالتدقيق في أعمال لاعبي كرة القدم الذي يجنون عشرات الملايين من الدولارات ويحاولون التهرب من دفع الضرائب عبر شركات عابرة للبحار وإنشاء شركات وهمية خارج إسبانيا.
وطالما أن اللاعبين لديهم المخارج لتجنب السجن فلماذا هدد رونالدو وميسي وغيرهما بترك فرقهم والرحيل عن إسبانيا؟
الجواب أن هؤلاء اللاعبين لديهم عقود رعاية بملايين الدولارات مع شركات عالمية، والتهرب الضريبي هو جريمة موصوفة في أوروبا وأميركا، الأمر الذي قد يؤثر على صورتهم ويكلفهم فسخ العقود ودفع الملايين بنودا جزائية، ولهذا سمعنا في الأيام الأخيرة عن إصرار رونالدو على ترك الريال وقبل ذلك أنباء عن انتقال ميسي لمانشستر سيتي.
AzVision.az