عندما كانت تركيا تخوض حربا متعددة الأطراف في الحرب العالمية الأولى, وكانت دخلت الحرب وهي كارهة فالذي دفعها لدخولها ذلك :الحزب الماسوني; حزب الاتحاد والترقي, وهو حزب تركي مدعوم من اليهود, وفيه أعضاء يهود.
وفي أثناء اشتداد المعارك قامت روسيا بتسليح عدد كبير من الأرمن في قلب تركيا ليطعنوا الجيش العثماني من الخلف, ويفتوا في عضده, وفعلا قام الأرمن من الداخل التركي بثورات, وقاموا عمليا بضرب الجيش العثماني من الخلف هادفين إلى اسقاط الدولة العثمانية التي كانت تمر في فترة ضعف في ذلك الوقت,لكن الذي حدث أن أوامر صدرت للجيش العثماني بالتصدي لكل من يضر بالأمن الداخلي, ومع هذا لم تصدر أوامر بقتل الأرمن وإبادتهم كما زعموا, وإنما تم تهجيرهم من المناطق التي يؤثرون فيها على الدولة العثمانية في حربها مع روسيا والجبهات القتالية الأخرى والتي جعلت احتلال تركيا جزءاً من المعركة.
وفي أثناء هجرتهم التي أمر بها حزب الترقي, وهو ماسوني, ويهودي كما قلنا , مات عدد منهم في طريق الهجرة, مع ملاحظة أن اعدادا كبيرة من الأرمن بقوا في تركيا ولم يتعرض لهم أحد بالإيذاء, وأما الذين تهجروا داخل تركيا فقد أوصى السلطان العثماني, وأصدر قرارات في غاية الإنسانية تجاههم, ومنها التوصية برعايتهم, صحيا وماليا واجتماعيا, وأمر السلطات أن يسمح لهم بنقل أموالهم المنقولة معهم, وأن تعاد اليهم مساكنهم عندما يعودون لبيوتهم, وأن لا تهدم كنائسهم, وأن يتم بناء وإصلاح الكنائس التابعة لهم التي تعرضت للضرر ,كما شمل القرار إيقاع أشد العقوبات بكل من يتعرض للأرمن بالإيذاء من قبل المواطنين الأتراك الآخرين …وما هو أعجب هو أن يسمح لكل من اعتنق الإسلام منهم خوفا ,يسمح له بالعودة لديانته إن رغب.
الذين يبكون اليوم على كذبة إبادة الأرمن هم من تسبب في موت من مات منهم, مع ملاحظة أن الذين قتلوا من الأتراك ومن المسلمين في جناق قلعة بلغ عددهم نحو مئتين وخمسين ألفا مقابل ستين ألفا من الأرمن ماتوا ومن غير قتل, الا الذين حاربوا الجيش العثماني من الداخل! فلم لا يبكون على المئتين والخمسين ألفا من العثمانيين الذين أبادوهم.
بشهادة بريطانيا: أكبر كذبة هي إبادة الأرمن
حين احتلت بريطانيا اسطنبول بدأت بالبحث في ملفات القرارات الحكومية التركية من أجل اثبات أن الحكومة العثمانية قد أصدرت قرارات بإبادة الأرمن, فوجدت ما أذهلها من قرارات الحكومة العثمانية, والتي من بينها قرارات المحافظة على الأرمن وعدم التعرض لهم بالإيذاء, وعقوبة كل من يعتدي عليهم كما بينا بالأمس, وكان من بين تلك التعليمات تعليمات في غاية الإنسانية لصالح الأرمن ذكرت بعضا منها بالأمس أيضا, وأذكر اليوم أن الحكومة العثمانية دعت إلى تعويض كل أرمني يفقد آلة صناعية كان يشتغل بها ويسترزق بها ليعوض بآلة جديدة أخرى وحفظت الحكومة لهم كنائسهم وبيوتهم. لكن هل كان الأرمن في تركيا حملاناً وادعة أو كانوا مواطنين صالحين؟
لقد عمل الأرمن في تركيا في التجسس على تحركات القوات العثمانية التي كانت تقاتل الروس, ونقل قساوستهم الاخبار إلى قيادات الجيش الروسي, وتسببوا بمثل هذه الخيانات بمقتل مئات الآلاف من العثمانيين, كما أنهم استخدموا كنائسهم وأديرتهم وحتى التي كانت مخصصة للراهبات استعملوها مخازن أسلحة ضد الدولة العثمانية التي يعيشون فيها, وكانوا يتلقون الأموال من روسيا, وعندما حكموا بالتعاون مع روسيا في الدولة العثمانية, حينها ارتكب الأرمن مجازر ضد المسلمين, فقتلوالمسلمين, وهدموا عليهم منازلهم وهجروهم من قراهم, ولما انسحب الروس من الدولة العثمانية تبعوهم.
وقد كتب الكثير من الباحثين الغربيين عن الخدعة الكبرى, والكلام المعكوس الذي ادعاه الأرمن بإبادة العثمانيين لهم, وساعدتهم على نشره الدعايات الصهيونية في هذه الكذبة,وقد تحققوا من أنها كذبة كبرى, وأن المسلمين الأتراك هم الذين تعرضوا للعدوان الأرمني, ويشهد التاريخ على ولاء الأرمن للروس ضد بلادهم ومنذ قرون من الزمان.
ورغم أن مسألة ابادة الأرمن كذبة وخدعة تهدف الى ضرب إنسانية تركيا الحالية عن طريق تجريح تاريخها فرغم هذا فإن رئيس الجمهورية التركية السيد الطيب رجب اردوغان قد تواضع وقدم للأرمن اعتذاراً لم يكونوا في حقيقة الأمر أهلاً له,بل جروا على عادتهم الانتهازية لاستغلال ذلك ضد تركيا.
وتمضي تركيا في نهضتها غير عابئة بما يقولون, ولا بما يتآمرون هم وأسيادهم, فلا دليل واحدا من قانون ولا تعليمات تدين تركيا بهذا, بشهادات عالمية في هذا الشأن,
الروس والصهاينة تبنوا كذبة إبادة الأرمن
“إذا عرف السبب بطل العجب” هذا مثل أبدي لا يتغير, وهو يضرب اليوم ويمثل بضربه للحالة التي خلقتها روسيا القيصرية والصهاينة بزعمهم الكذبة الكبرى ضد تركيا, وهي إبادة تركيا لهم ! فيا لها من خدعة كبرى, وكلام مقلوب, وتعمية ودجل, واستغفال للشعوب والرأي العام وقلب للتاريخ ,وإذا أردنا أن نعرف الحقيقة الناصعة كالشمس في رابعة النهار في هذا فلنتبع الكذاب لعند الباب:
يقول مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن الدكتور هاني السباعي وأنقله بتصرف: إن هذه الأكذوبة قد تبناها الذين استخدموا الأرمن في تحقيق مصالحهم وهم روسيا القيصرية, فمن صنع للأرمن كيانا ووجههم للعداوة ضد البلاد التي يعيشون فيها ومنها تركيا؟ سؤال يجيب عليه هذا الباحث بقوله:
إن روسيا القيصرية هي التي صنعت الأرمن ومنحتهم الأراضي التي احتلتها والتي طردت منها المسلمين أهلها وبغير حق ,وكان ذلك في حروبها المتعددة ضد الدولة العثمانية ولقرون عدة, ومارست روسيا في ذلك إرهاب دولة, مارست روسيا ضد الدولة العثمانية إرهابا منظما مدروسا وحرب إبادة عظيمة, فقد كانت تبيد مدائن وقرى بأكملها عامرة بالمسلمين, ومن تبقى من المسلمين على قيد الحياة كانت تهجره من سكنه وبيته ومدينته وقريته قسرا وتستولى على ممتلكاته الثابتة والمنقولة ,فروسيا قامت باستئصال جماعي ضد المسلمين هو من أبشع أنواع الاجتثاث العنصري في التاريخ البشري, وبعد توطين الأرمن في تلك الأراضي الإسلامية المغتصبة كانت روسيا تقوم بعملية إدامة للوجود الأرمني في ذلك المكان وذلك بتقوية وجودهم عسكريا فتمدهم بكل أنواع السلاح.
وكانت روسيا تتدخل مع الأرمن ضد مسلمي تركيا في حال دفاع اولئك المسلمين عن أنفسهم, وكانت تبيد القرى المسلمة التي دافعت عن نفسها, تبيدها عن بكرة أبيها. فمن الذي كان يرتكب الإبادة ضد الآخر والحالة هذه كما تقرأون؟
وأقول: إن عملية تهجير المسلمين العثمانيين من أراضيهم وإبادتهم وإحلال الأرمن مكانهم كانت أشبه بما حدث في فلسطين من قتل أهلها وإبادتهم وتهجيرهم وإحلال آخرين صهاينة مكانهم مما لا حق لهم ولا شرعية في ذلك.
إن إثارة هذه الكذبة اليوم ضد تركيا ليس في صالح الذين يثيرونها, وهي ليست في صالح الأرمن أيضا, فلقد جزى الله خيراً الأيام أن كشفت تاريخ روسيا الأسود وتاريخ أولئك الأرمن الذين خانوا أوطانهم وتآمروا عليها مع الأعداء, وكشفت حقائق عظيمة لتعرفها الأجيال الحالية… وإنني لأطالب بتدريس هذا الجزء المهم من التاريخ الإسلامي في مناهج البلاد الإسلامية كلها ,وبيان كذب وادعاء كل اولئك المدعين. ومن ذَمَّك بما ليس فيك, فقد مدحك وكشف للناس محاسنك وانتقم لك من نفسه كما يقول ابن القيم.
إن تركيا اليوم لا تريد عداوة الأرمن فلاذنب للأجيال الحالية من الأرمن بما فعله اولئك الخائنون, وقد طوى التاريخ صفحاته وولى, وتسعى حكومة الرئيس التركي الطيب اردوغان وحزبه إلى إيجاد أجواء التعاون والتفاهم والمصالحة التاريخية معهم, وفتح صفحات بيضاء للتعاون والتنمية وتبادل المصالح بين الأرمن ومن يمثلهم من حكوماتهم وبين الجمهورية التركية.
في مسألة زعم الإبادة للأرمن
كلمة عدالة قالها كبير حزب التنمية والعدالة, رئيس الجمهورية التركية الشقيقة السيد الطيب اردوغان حين وجه خطابه للزعماء الروس, وعلى رأسهم السيد فلاديمير بوتين الزعيم الروسي, والذي كان يثير لحظتها ضد تركيا ويتزعم كذبة أن تركيا أبادة الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى.
الطيب رجب اردوغان قبل أيام قلائل ألقى خطابا مهما آخر يفند فيه وبعقلانية وعلمية وأدلة لا تقبل النقاش كذب من زعم ابادة تركيا للأرمن عام 1914 وما تبعها, ووجه كلامه الى بوتن مباشرة وقال له : “هذا تاريخنا فضعوا أنتم تاريخكم على الطاولة”!
يالها من كلمة قادرة وواثقة الخطوة التي قالها اردوغان وتحدى بها مزاعم وكذب روسيا ومعها 22 دولة في الأمم المتحدة تتبنى هذه الكذبة, ومن غير استحياء على الحضارة الإنسانية التي بنتها العديد من دولهم, مع ملاحظة أن 193 دولة أخرى في الأمم المتحدة لم توافق على تبني هذه الكذبة واحترمت نفسها ;والغريب أن الشقيقة لبنان تتبنى هذه المزاعم ظنا منها لربما أنها ترضي الأرمن في بلدها! وما هكذا تورد الإبل.
ياروسيا ضعي تاريخك على الطاولة: ولتفتح روسيا صفحات تاريخها فماذا سنجد…؟ سنجد العنصرية البغيضة ضد الشعوب التي تُكَوِّنُ روسيا والاتحاد السوفياتي سابقا وحروب الإبادة العنصرية التي يعرفها القاصي والداني, واسألوا الشيشان من الذي هجرهم من أوطانهم بعدما قتل من قتل منهم وأركبهم القطارات المعدة للبهائم ورحلهم فيها نحو عشرين يوما لا يجدون فيها الطعام والشراب غير ما يلقونه على قارعة الطريق حين يقف القطار, واسألوا تاريخ روسيا كيف كانت تلقى جثث المسلمين من الشيشانيين من القطار من الذين توفوا فيه بسبب الظروف غير الإنسانية في داخل هذه الزرائب التي تمشي على القضبان, وما كان يسمح لذويهم بدفنهم. واسألوا روسيا عن الحكم البوليسي لبلادها, واسألوها عن المخدرات الروسية وتجارة الحرام الروسية المنتشرة في العالم, وتصدير هذه التجارات لجلب العملات الصعبة, ويعف اللسان عن التصريح.
اسألوا تاريخ روسيا عن إجرام روسيا وعن وحشية روسيا التاريخية ونزعاتها الانتقامية .
واسألوا فرنسا التي تتبنى الكذبة نفسها ولا تستحي من كتب القوانين في مكتباتها, اسألوا تاريخها وافتحوا صفحاته التي على تلك الطاولة, افتحوا فقط صفحة الجزائر فماذا فعلت فرنسا في الجزائر, وكم من المشانق نصبت لبشر الجزائر,وكم أحرقت من البشر بنيران عنصريتها, وهي تدعي حمل القانون الإنساني والحقوقي اسألوها وهي تقتل مليون جزايري يريدون التحرر من احتلالها لبلادهم واسألوها: هل من حقها فرنسة البلدان وتغييب حضاراتها ولغتها ودينها, اسألوا فرنسا: هل من حقها إجبار الشباب الجزائري على حمل السلاح ليقاتل لصالح فرنسا في البلدان الأخرى؟ وهذا قليل من كثير.
اسألوهم جميعا ! اسألوا تاريخهم ; فأي تاريخ يقدرون أن يعرضوه؟ ولتعرض تركيا تاريخها فهل يوجد فيه غير الإنسانية والحضارة والتمدن واحترام الحقوق البشرية حتى مع الأرمن وهم يطعنونها من الداخل.
ضعوا تاريخكم على الطاولات أيها الناس. ومن كان تاريخه من القش والحقد والعنصرية وحروب الإبادة ضد البشر ونصب المشانق في الشوارع والميادين العامة ;ومن كان تاريخه من من كل هذا ومن الزبالات فلايرم تاريخ الناس المتحضرة بالنار.
مواضيع: كذبةالأرمن