هل يتعامل المجتمع مع مشكلة البدانة بشكل خاطئ؟

  05 ‏مارس 2018    قرأ 1215
هل يتعامل المجتمع مع مشكلة البدانة بشكل خاطئ؟

حينما كشف مركز أبحاث السرطان في بريطانيا، خلال الأسبوع الجاري، عن أن جيل الألفية يتوقع أن يكون الجيل الأكثر بدانة منذ بدء التسجيل، كان هناك رسالة مهمة وهي أنه بعد التدخين تأتي البدانة كسبب ثاني للإصابة مرض السرطان.

ودعا المركز إلى حظر الإعلان عن الوجبات السريعة، وحث الناس على تناول أطعمة أكثر فائدة صحية، وأكثر توازنا.

 

وكتبت صوفي هاغن، مقدمة البرامج الكوميدية الدنماركية التي تعيش في لندن، على موقع تويتر تنتقد الحملة، ووصفتها بأنها "ضارة للغاية".

وكتبت ضمن سلسلة من التغريدات: "رؤية المجتمع للبدانة كشيئ سلبي شيء قاتل أكثر من السرطان".

لذلك فهل من الخطأ أن تكون صريحا بشأن مخاطر زيادة الوزن؟

هل "البدانة" شيئ سيء؟

على الرغم من أن المخاطر االصحية للبدانة، مثل زيادة احتمال الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى، لا يكاد يختلف عليها أحد بين معظم الأطباء، إلا أن بعض الخبراء والنشطاء يرون أن الطريقة التي يتم بها تناول مسألة البدانة يجب أن تتغير.

يقول الدكتور ستيوارت فلينت، كبير باحثين في الصحة العامة والبدانة في جامكعة ليدز بيكيت، إن الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن عادة ما يجري التمييز ضدهم، ووصمهم بسبب البدانة في وسائل الإعلام والمدارس وأماكن العمل، وحتى من جانب الأطباء.

ويرى فلينت أن هذه الوصمة تجعلهم أقل ميلا إلى تعديل نمطهم الغذائي، ليصبحوا أكثر صحة، وتزيد من مخاطر تعرضهم للمرض النفسي والبدني.

ويرى فلينت أن الطريقة التي يرى ويتحدث بها الناس، بمن فيهم الأطباء، عن البدانة بحاجة إلى أن تتغير "بدرجة كبيرة".

ويقول نيك فينر، أستاذ الطب السريري في كلية لندن الجامعية، إن كثيرين يرون أن لوم الأشخاص بسبب زيادة وزنهم أمر "مشروع"، لكن هذا يغفل دور بيئة الغذاء المحيطة بنا.

وأضاف: "نحن في بيئة الآن من السهل جدا فيها الإفراط في اكتساب السعرات الحرارية والطاقة".

"يجب لفت الانتباه إليها"
انعكست بعض وجهات النظر السابقة في حركة "مجتمع إيجابي تجاه الجسم"، وهي حركة تسعى للاحتفاء بالاختلاف بين أشكال وفئات الأجسام، والتخلص من الوصمة الناتجة عن البدانة.

ويتهم منتقدون هذه الحركة بالعمل على "تطبيع" البدانة.

لكن الدكتور فلينت قال إن هذا خطأ.

ويقول: "لا يتعلق الأمر بتطبيع البدانة، أو أي نمط آخر من الوزن".

ويضيف: "الهدف هو محاولة تخفيض المخاطر المحتملة، للمرض النفسي والبدني، المرتبطة بالخزي من شكل الجسم، ومعاملة الناس بطريقة تمييزية".

ويقول تام فراي المتحدث باسم المنتدى الوطني للبدانة، وهي منظمة خيرية تدعو لرفع الوعي بالمخاطر الصحية للبدانة، إن الخزي من الجسم ضار وغير فعال تجاه فقدان الوزن.

ويضيف: "أعتقد أن الخزي من زيادة الوزن كارثة، لكن الأمر يختلف تماما، لو أن الناس أخبروك بطريقة لائقة بأنك بدين، ومن ثم فإن قد تتعرض لمخاطر صحية في المستقبل، إذا لم تواجه تلك المشكلة".

"واجبنا أن نبلغ"
إذن هل كانت رسالة مركز أبحاث السرطان فظة؟

يرى الدكتور فلينت أن الحملة "بها إشكالية"، لأنها روجت لفكرة أن الأشخاص ملامون على بدانتهم، وأن البدانة شيئ يسهل التحكم فيه.

لكن السيد فراي يرى أن مركز أبحاث السرطان "كان محقا تماما"، في التنبيه لمخاطر البدانة.

وقال مركز أبحاث السرطان إنه لم يقصد أبدا لوم الأشخاص على بدانتهم.

وفي تغريدة على موقع تويترحازت على أكثر من 30 ألف إعجاب، ردا على السيدة هاغن، قال المركز إنه لم يرغب في "أن يتسبب في شعور أي شخص بضيق بسبب وزنه، أو أن يفكر أي شخص بطريقة سلبية إزاء الناس البدناء، أو زائدي الوزن"، لكن عليه "واجب أن يُعرِّف" الأشخاص بالارتباط بين البدانة والسرطان.

وأضافت البروفيسور ليندا بولد، خبيرة الوقاية بمركز أبحاث السرطان في بريطانيا: "الأمر لا يتعلق بالخزي من البدانة. إنما الحملة مبنية على أدلة علمية، ومصممة لتقديم معلومات مهمة للناس".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة