وشهد الجناح إقبالاً لافتاً من الجمهور الإيطالي، والقارئ العربي المقيم، منذ أول يوم نظراً لما قدمه من برامج تفاعلية وندوات مصاحبة تنقل الصورة الحديثة للتعاطي الثقافي في المملكة وتُضيف للكتاب حركة الحوار والنقاش فضلاً عن دوره في نقل الإنتاج السعودي فكرياً وعلمياً.
وكان عمدة ميلانو جوزيبي سالا قد افتتح المعرض وقام بزيارة خاصة للجناح السعودي وتعرف على الإصدارات المتوفرة وخاصة المتعلقة بتاريخ وتراث المملكة، وأشاد بالحضور العربي ممثلاً بهذه المشاركة التي دشنها مع القائم بأعمال سفارة المملكة في روما الأستاذ فيصل بن حنيف القحطاني والذي قدم له إهداء تذكارياً بهذه المناسبة.
وكان القحطاني قد أكد أنّ مشاركة المملكة في معرض ميلانو، وفي هذه الدورة تحديداً تأتي انطلاقاً من إدراك ممثليات المملكة في الخارج لدورها ومسؤوليتها تجاه تراث وثقافة بلاده، وأضاف في بيان لوسائل الإعلام أنّ "مكانة المملكة تجعلنا أمام دور جاد وفاعل، ونحن في إيطاليا نُبرز هذا الجانب بقوة الكتاب وبحضور الكلمة السواء في الحوار والتثاقف، ولا شك أنّ هذه المشاركة تأخذ صورتها الحقيقة وتبرز مكانة الكتاب في الوسط السعودي ولا دليل واضح أكثر من أنها مشاركة وحيدة وفريدة من الوطن العربي في معرض هذه المدينة الهامة من تاريخ أوروبا قاطبة".
وأشاد القائم بالأعمال في آخر حديثه بجهود الملحقية الثقافية التي أنجزت أعمال الجناح باقتدار وكان لفريق العمل الدور البارز لتقديم ثقافتنا العربية والإسلامية على الوجه المطلوب وبما يدفعنا لتجارب قادمة وفتح آفاق المعارف والمعرفة على أسس أصالة بلادهم وجذر ثقافتها العميق.
ومن جانبه، قال الملحق الثقافي السعودي عبدالعزيز الغريب: "إنّ الكتاب يعد عبر الزمن الوسيلة الأكثر تقدماً وتطوراً للقاء بالآخر والحوار، وهذا التفاعل الحضاري ما كان له أن يصل لهذا المستوى لولا الإيمان بالمسؤولية تجاه الكتاب وقارئه في المقام الأول، وكذلك حرص المؤسسات المعنية بنشر الكتاب وتنويع منابعه، وهذا ما نلمسه في قيادتنا الرشيدة وفي مؤسساتنا التي تعمل باستمرار في هذا الجانب كالمكتبات العامة ومراكز البحث ودور النشر في المملكة".
وأضاف أنّ "عمل السفارة الواح هو ما دفع هذه المشاركة للتميز؛ فضلاً عن حرص وزارة التعليم على تواجد الملحقيات في كل تظاهرة معنية بصناعة الكتابة ونشره، وهو ما ساعد في تنظيم الملحقية لهذه المشاركة ودعم تنوعها في معرض رائد ومعروف على أرض أوروبا نظراً للنخبة التي ترتاده والأصوات التي تثري فعالياته وهذا ما يجعلنا في محرك الحوار والنقاش".
وأثنى الغريب على القارئ الإيطالي المهتم بالثقافة العربية تحديداً وأشار إلى أن هذا الاهتمام يظهر بتناوله لعدد من النقاشات داخل الجناح ويقف على الإصدارات القادمة من النتاج السعودي.
وكانت الملحقية الثقافية قد أعدت عدداً من البرامج المصاحب للجناح السعودي بدأت منذ يوم الافتتاح، أول أمس الخميـس، بندوة "المرأة السعودية حاضرها ومستقبلها" بمشاركة أستاذة الأدب المعاصر بجامعة روما سابيانسا، الدكتورة إيزابيلا دافليتو، وعدد من المبتعثات السعوديات في إيطاليا، منهم الأستاذة رزان عرقسوس، إضافة إلى الدكتورة روان شاهباز والمهندسة نجود العنبري.
ونظمت الملحقية أمس الجمعة لقاء حول "كرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية في جامعة بولونيا" مع المشرفة على الكرسي الدكتورة آنا ترومبيتي للتعريف بأنشطة الكرسي، وذلك في إطار العلاقات الأكاديمية بين المملكة وإيطاليا، وكما خُصص ركن للخط العربي وفنونه، وركن آخر للطفل مع توزيع قصص سعودية للأطفال مترجمة للغة الإيطالية من قبل الملحقية.
وشهد الجناح تدشين كتاب "ورود عربية" للدكتورة إيزابيلا دافليتو، وهو عبارة عن قصص كاتبات من المملكة العربية السعودية. بينما حاضر الملحق الثقافي الدكتور عبدالعزيز الغريب، اليوم حول "رؤية المملكة العربية السعودية 2030" وبمشاركة الممثل الدائم للملكة لدى منظمة التغذية والزراعة الدكتور محمد الغامدي.
واستعرض المحاضران نهج هذه الرؤية التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ووصفها الغريب بأنّها "خارطة عمل لمستقبل المملكة واستشرافاً حكيماً لما يجب أن تكون عليه بعد عقود قليلة من الزمن"، معدداً ركائز هذه الرؤية وأسباب نجاحها ومعالم انطلاقها والآثار المتميزة التي بدأت تظهر في النشاط العام للمجتمع والدولة خلال السنتين الماضيتين لكونها أتت بناء على حاجة المجتمع ووعياً من القيادة بالتحول عبر زيادة دور المملكة وما تمثله من عمق استراتيجي في المنطقة والعالم، إضافة إلى توسيع إسهاماتها في الصناعة هذا المستقبل".
وكما نظمت الملحقية لقاء حول كتاب "أصالة العرب، رحلة عبر آثار المملكة العربية السعودية" للدكتورة رومولو لوريتو، من جامعة نابولي "الشرقية"، التي وقعت كتابها بحضور عدد كبير من زوار المعرض.
وسوف يشهد الجناح غداً الأحد ندوة بعنوان "المرأة السعودية في المجتمع والإعلام" وتحاضر فيها الدكتورة إيلينا مايستري، من الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، وتستعرض فيها دور المرأة السعودية في إطار تحولات الإعلام العالمي، إضافة إلى توقيع كتاب "منطقة مجلس دول الخليج - النمو والأمن الإنساني بالجزيرة العربية" في لقاء مع مؤلفته الدكتورة إيلينا مايستري، من الجامعة الكاثوليكية بميلانو.
مواضيع: